الثاني ـ أن تكون الأدوار عادية ؛ بحيث تعرض القصة أمثال هذه الشخصيات في صورة عادية ، كأنّ لها دور تكميلي للحدث أو لها صلة به ، كما في قصة النبي ابراهيم عليه السلام والطيور وقد ذكرها القرآن في قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة / ٢٦٠]. وأيضاً قصة حمار عزير ، كما في قوله تعالى : (... وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة / ٢٥٩]. هذه بعض النماذج القرآنية لهذا النوع من الشخصية ، وأما بالنسبة للسيرة الحسينية ، فقد ذكرت مثل ذلك. فمن النماذج التي لها دور بارز فرس الحسين عليه السلام حينما خاطبه بقوله : «أنت عطشان وأنا عطشان ، فلا أشرب حتى تشرب! فرفع الفرس رأسه كأنّه فهم الكلام» (١٤).
وأيضاً للفرس موقف آخر حينما وقع الحسين عليه السلام : «وأقبل الفرس يدور حوله ويلطخ ناصيته بدمه ، فصاح ابن سعد دونكم الفرس ، فإنّه من جياد خيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فأحاطت به الخيل فجعل يرمح برجله حتى قتل أربعين رجلاً وعشرة أفراس ، فقال ابن سعد : دعوه لننظر ما يصنع؟ فلما أمن الطلب أقبل نحو الحسين يمرغ ناصيته بدمه ويشمه ويصهل صهيلاً عالياً. قال أبو جعفر الباقر عليه السلام : كان يقول : الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها. وتوجه نحو
__________________
(١٤) ـ المصدر السابق / ٢٧٥.