١ ـ القصة الواقعية :
لعلّ أهم ما يمكن دراسته في القصة الواقعية ، يرجع إلى ما يلي :
أ ـ القضايا الشخصية :
هي لون واقعي مقصود بأشخاصه ، وذلك كقصص الأنبياء والرسل ، وهذا اللون من القصص يتم التركيز فيه على أسماء معينة ، هي أهم شخصية لها ارتباط بالقضية والحدث ، ولعلّ أهم نماذجه في القرآن الكريم ما ذكر من شخصيات محددة بأسمائها كآدم ، وداود ، وسليمان ونحو ذلك.
تتحدث فيه عن بعض مواقف الأنبياء ، محاولة أن تُصوِّر للسامعين والقراء بعض ما فيها من عظات وعبر. وقد نلاحظ من خلال ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن رحلته في الإسراء والمعراج ، ومن هذا النوع ما يطلق عليه إسلام الصحابة ، حيث نجدهم يرصدون لنا أهم المواقف وأخطرها في حياتهم ، وأعمقها أثراً في نفوسهم ، فوجدوا أنفسهم يهربون من تلك الحياة في رحلة حق وخير إلى مرفأ الأمان والنجاة في ظل الاسلام ، ويبدوا أنّهم أحَسُّوا أنّ رحلتهم تلك وما صاحبها من ظروف وملابسات أولى أن يسجلوها ويهتموا بها ، حتى تظل دائماً في ذكرياتهم وعلى اللسان في أحاديثهم ، ومما يندرج تحت هذا النوع قصة المشركين مع الصحابي الجليل عَمّار بن ياسر «في جماعة اُكرهوا وهم : عَمّار ، وياسر أبوه ، وأمه سُمَيّة ، وصُهَيْب ، وبِلَال ، وخَبّاب عُذّبوا ، وقتل أبو عَمّار وأمه ، وأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه ، ثم أخبر سبحانه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال قوم : كفر عَمّار. فقال صلى الله عليه وآله وسلم : كلا إنّ عَمّاراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه. وجاء عَمّار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ما وراءك؟ فقال : شرٌّ يا رسول الله ، ما تركت حتى