بعد عرض ما تقدم من أبحاث الرؤى والمنامات ؛ تبين لنا أنّ هناك أبحاثاً لا ينبغي إهمالها ، ولعلّ من أهمها ما يلي :
أولاً ـ توجيه العلماء لحديث (من رآني) :
هذا الحديث رواه الحسين بن علي بن فضال ، عن الرضا عليه السلام : (أنّه قال له رجل من أهل خراسان : يا ابن رسول الله ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام كأنّه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي ، واستحفظتم وديعتي ، وغُيِّب في ثراكم نجمي. فقال الرضا عليه السلام : أنا المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ولقد حدثني أبي عن جدي ، عن أبيه ، عن آبائه (عليهم السلام) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من رآني في منامه ؛ فقد رآني ؛ لأنّ الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوة) (٢٩٣).
وقد أوضحه العلماء بالوجوه التالية :
١ ـ الشيخ المفيد :
«فأما الخبر الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قوله : (من رآني فقد رآني ، فإّ الشيطان لا يتشبه بي). فإنّه إذا كان المراد بن المنام ، يحمل على التخصيص دون أن يكون في كل حال ، ويكون المراد به القسم الأول من الثلاثة أقسام ـ أي المحتمل فيه الصحة والبطلان ـ ؛ لأنّ الشيطان لا يتشبّه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في شيء من الحق والطاعات» (٢٩٤).
__________________
(٢٩٣) ـ الصدق ، الشيخ محمد بن علي ابن بابويه القمي : عيون أخبار الرضا ج ١ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨.
(٢٩٤) ـ الكراجكي ، الشيخ محمد بن علي بن عثمان : كنز الفوائد ، ج ٢ / ٦٣.