٤ ـ الشيخ محمد كَمّونَة (٤٣٥) :
«أخبرني الشيخ العالم ، العابد المعمِّر ، الشيخ عبد الله بن معتوق القطيفي ـ سَلّمه الله ـ أيام مجاورته في النجف الأشرف لطلب العلم سنة (١٣١٠ هـ) ، قال : أخبرني من أثق به من العلماء. قال : أخبرني الشيخ الفاضل الأديب الحاج محمد علي ، ابن الحاج محمد المعروف بابن كمونة الأسدي الحائري ، المتوفي سنة (١٢٨٣ هـ) ، وكان ينوب عن أخويه : الميرزا مهدي الخازنين في الروضة الحسينية ، ويلازم الروضة ، قال رأيت ذات ليلة في المنام سيد الحسين (عليه السلام) في الروضة الشريفة واقفاً ينظر إلى الزائرين ، وهو يردد قوله (فمنا المنادي ومنا السميع). قال : فانتبهت من منامي وأنا أحفظ هذا الشطر فأكملته بقولي :
سبقنا فلا أحد قبلنا |
|
سوى من يرانا ومنا الصنيع |
فذا الخف منا إلينا لنا |
|
(فمنا المنادي ومنا السميع) |
__________________
(٤٣٥) ـ الشيخ محمد علي ، ابن الشيخ محمد ، ابن عيسى النجفي الكربلائي ، كان شيخاً فاضلاً مبجلاً ، وأديباً كاملاً ، وشاعراً جليلاً ، كثر النظم ، مدح الأئمة المعصومين ورثاهم. وآل كمونة هؤلاء الذين يقيمون الآن في كربلاء كانوا يقيمون في النجف بمحلة البراق ، في شارع الجمالة التي فيه المغتسل القديم للموتى في النجف ، ولهم عدة دور فيه ، غير أنّه على أثر حادث عشائري عرفي متداول بين النجفيين ، نزحوا عن النجف تدريجياً وسكنوا مدينة كربلاء ، وصارت لهم فيها الوجاهة والشأن والكرامة والأمر والنهي ، ولهم دار ضيافة قرب التل المعروف بـ(الزينبي) يرحبون بالقادم ، ويحترمون أهل العلم ، ودفن داخل المشهد الحائري ، خلف رأس الحسين (عليه السلام) ، مع أخويه الحاج مهدي ، والحاج حسن. عن معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال الف عام ص ١٠٩٧.