تلك القابليّة بعنايةٍ من الله تعالى ، فيقفون على حقائق أعمال الناس المشهود عليهم.
أضف إلى ذلك أنّ أقلّ ما يعتبر في الشهود هو العدالة والتقوى ، والصدق والأمانة ، والأكثرية الساحقة من الأُمّة يفقدون ذلك وهم لا تقبل شهادتهم على صاع من تمرٍ أو باقة من بقل ، فكيف تقبل شهادتهم يوم القيامة؟!
وإلى هذا تشير رواية الزبيري عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : «أفَتَرى أنّ من لا تجوّز شهادته في الدنيا على صاع من تمر ، يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الأُمم الماضية؟! كلّا ، لم يعن الله مثل هذا من خلقه». (١)
يقول سبحانه : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)(٢).(٣)
وأمّا كيفية الشهادة فهي من الأُمور الغيبية نؤمن بها ، وما إنطاقها على الله بعزيز ، وقد وسعت قدرته تعالى كلّ شيء ، كما يشير إليه قوله تعالى :
(قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) (٤).
__________________
(١) نور الثقلين : ١ / ١١٣ ، الحديث ٤٠٩.
(٢) النور : ٢٤.
(٣) وفي معناها الآية ٦٥ / يس ، والآية ٢٠ / فصّلت.
(٤) فصّلت : ٢١.