من النار ولا يدخل الجنّة أحد بعمله إلّا برحمة الله تعالى.
وإنّ الله تبارك وتعالى يخاطب عباده من الأوّلين والآخرين بمجمل حساب عملهم مخاطبة واحدة يسمع منها كلّ واحد قضيته دون غيرها ، ويظنّ أنّه المخاطب دون غيره ، ولا تشغله تعالى مخاطبة عن مخاطبة.
ويخرج الله تعالى لكلّ إنسان كتاباً يلقاه منشوراً ، ينطق عليه بجميع أعماله ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها ، فيجعله الله محاسب نفسه والحاكم عليها بأن يقال له :
(اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) (١).
ويختم الله تبارك وتعالى على قوم على أفواههم وتشهد أيديهم وأرجلهم وجميع جوارحهم بما كانوا يكتمون.
(وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٢). (٣)
يستفاد من آيات الذكر الحكيم أنّ الشهود في يوم الحساب على أصناف ، وهم :
__________________
(١) الإسراء : ١٤.
(٢) فصلت : ٢١.
(٣) رسالة الاعتقادات للشيخ الصدوق ، الباب ٢٨ ، باب الاعتقاد في الحساب والموازين.