إرادته تعالى
إنّ الإرادة من صفاته سبحانه ، والمريد من أسمائه ، ولم يشكّ في ذلك أحد من الإلهيين أبداً ، وإنّما اختلفوا في حقيقتها ، وأنّها هل تكون من صفات الذات أو من صفات الفعل؟
إنّ الإرادة في الإنسان بأيّ معنى فسّرت ، ظاهرة تظهر في لوح النفس تدريجيّة ، ومن المعلوم أنّ الإرادة بهذا المعنى لا يمكن توصيفه سبحانه بها ، لأنّه يستلزم كونه موجوداً ماديّاً يطرأ عليه التغيّر والتبدّل من الفقدان إلى الوجدان ، وما هذا شأنه لا يليق بساحة البارئ ، ولأجل ذلك اختلفت كلمة الإلهيين في تفسير ارادته تعالى ، فالمشهور عند الحكماء والمتكلمين (١) أنّ ارادة الله سبحانه هي علمه تعالى بأنّ الفعل على نظام الخير والأحسن أو علمه بأن الفعل ذو مصلحة عائدة إلى غيره تعالى وعلى هذا تكون الإرادة من الصفات الذاتية.
__________________
(١) للوقوف على جميع اقوال الحكماء والمتكلّمين في تفسير ارادته تعالى انظر «قواعد العقائد» للمحقق الطوسي بتعليقات للمؤلف : ٥٦ ـ ٥٧.