(فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ)
أي أحكم خلقهنّ ـ إلى أن قال : ـ وسمّي القاضي قاضياً لأنّه يحكم الأحكام وينفّذها ، وسمّيت المنيّة قضاءً لأنّها أمر ينفّذ في ابن آدم وغيره من الخلق (١).
وقال الراغب : «القدر والتقدير تبيين كميّته الشيء ، والقضاء فصل الأمر قولاً كان ذلك أو فعلاً». (٢)
هذا ما ذكره أئمّة اللغة ، وقد سبقهم أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، كما ورد فيما روي عنهم عليهمالسلام فقد روى الكليني بسنده ، إلى يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام وقد سأله يونس عن معنى القدر والقضاء ، فقال :
«هي الهندسة ووضع الحدود من البقاء والفناء ، والقضاء هو الإبرام وإقامة العين».(٣)
والحاصل : أنّ حدّ الشيء ومقداره يسمّى قدره وكونه بوجه يتعيّن وجوده ولا يتخلّف يسمّى قضائه.
ويعني بهما الأوامر والنواهي الإلهية الواردة في الكتاب والسنّة ، وقد
__________________
(١) المصدر السابق : ٨٩٣.
(٢) المفردات في غريب القرآن ، كلمة «قدر وقضى».
(٣) الكافي : ١ / ١٥٨. ورواه الصدوق في توحيده بتغيير يسير.