لله يداً ولكن لا نعرفها ولله نزولا لكن ليس كنزولنا» الخ هذه إحالات على مجهولات ، لا نفهم مؤدّاها ولا غاياتها (١).
ذهب جمع من الأشاعرة وغيرهم إلى اجراء هذه الصفات على الله سبحانه مع تفويض المراد منها إليه. قال الشهرستاني :
إنّ جماعة كثيرة من السلف يثبتون صفات خبرية مثل اليدين والوجه ولا يؤوّلون ذلك ، إلّا أنّهم يقولون : إنّا لا نعرف معنى اللفظ الوارد فيه ، مثل قوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى.)
ومثل قوله : (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ). ولسنا مكلّفين بمعرفة تفسير هذه الآيات بل التكليف قد ورد بالاعتقاد بأنّه لا شريك له وذلك قد أثبتناه (٢).
وإليه جنح الرازي وقال :
هذه المتشابهات يجب القطع بأنّ مراد الله منها شيء غير ظواهرها كما يجب تفويض معناها إلى الله تعالى ولا يجوز الخوض في تفسيرها (٣).
__________________
(١) تاريخ المذاهب الإسلامية : ١ / ٢١٩ ـ ٢٢٠.
(٢) الملل والنحل : ١ / ٩٢ ـ ٩٣ بتلخيص.
(٣) أساس التقديس : ٢٢٣.