ومطلوبه وهو طاعة العباد له وترك معصيته فيجب على الله نصبه لئلا يخلّ بغرضه ، ولا ينافي اللطف في نصبه سلب العباد سلطانه أو غيبته ، لأنّ الله سبحانه قد لطف بهم بنصب المُعَدّ لهم ، وهم فوَّتوا أثر اللطف على أنفسهم. وإلى هذا أشار المحقّق الطوسي بقوله :
الإمام لطف فيجب نصبه على الله تعالى تحصيلاً للغرض ... ووجوده لطف وتصرّفه لطف آخر وعدمه منّا. (١)
وأوضحه العلّامة الحلّي ، بقوله :
لطف الإمامة يتمّ بأمور : منها ما يجب على الله تعالى وهو خلق الإمام وتمكينه بالتصرّف والعلم والنص عليه باسمه ونسبه ، وهذا قد فعله الله تعالى ، ومنها ما يجب على الإمام وهو تحمّله للإمامة وقبوله لها وهذا قد فعله الإمام ، ومنها ما يجب على الرعية وهو مساعدته والنصرة له وقبول أوامره وامتثال قوله ، وهذا لم يفعله الرعية ، فكان منع اللطف الكامل منهم لا من الله تعالى ولا من الإمام. (٢)
ناظر هشام بن الحكم ـ وهو من أبرز أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام في علم الكلام ـ مع عمرو بن عبيد ـ وهو من مشايخ المعتزلة ـ في مسألة
__________________
(١) كشف المراد ، المقصد الخامس : ٢٨٤.
(٢) المصدر السابق : ٢٨٥ ـ ٢٨٦.