وتحقّقه بعد تجلّيه تعالى على الجبل ، والمفروض انّه لم يستقرّ بعد التجلّي ، كما قال تعالى :
(فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً). (١)
أضف إلى ذلك أنّ المذكور في الآية هو استقرار الجبل في حال النظر إليه بعد تجلّيه تعالى عليه ، ومن المعلوم استحالة استقراره في تلك الحالة ، وإليه اشار المحقّق الطوسي بقوله : «وتعليق الرؤية باستقرار المتحرّك لا يدلّ على الإمكان». (٢)
إنّ المراجع إلى خطب الإمام علي عليهالسلام في التوحيد وما أُثر عن أئمة العترة الطاهرة عليهمالسلام يقف على أنّ مذهبهم في ذلك امتناع الرؤية ، فعلى من أراد الوقوف على كلمات الإمام علي عليهالسلام أن يراجع نهج البلاغة ، وعلى كلمات سائر أئمة اهل البيت عليهمالسلام أن يراجع الكافي لثقة الإسلام الكليني والتوحيد للشيخ الصدوق. (٣)
ثمّ إنّهم عليهمالسلام رغم تأكيدهم على إبطال الرؤية الحسّية البصريّة صرّحوا على إمكان الرؤية القلبيّة ، فهذا هو الإمام علي عليهالسلام حينما سأله ذعلب اليماني
__________________
(١) الأعراف : ١٤٣.
(٢) كشف المراد : ٢٣١ ؛ تلخيص المحصل : ٣١٩.
(٣) الكافي ، ج ١ ، باب إبطال الرؤية ؛ التوحيد ، الباب الثامن. ويراجع أيضاً بحار الأنوار ، ج ٤ ، باب نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها.