الخاتمية في ضوء العقل والوحي
اتّفقت الأُمّة الإسلامية على أنّ نبيّها محمّداً صلىاللهعليهوآله خاتم النبيّين ، وشريعته خاتمة الشرائع ، وكتابه خاتم الكتب السماوية ، ويدلّ على ذلك نصوص من الكتاب والسنّة نشير إليها ، ثمّ نجيب عن أسئلة حول الخاتمية.
نصّ القرآن الكريم على أنّه خاتم النبيين بقوله : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) (١).
والختم هو بلوغ آخر الشيء ، يقال : ختمت العمل وختم القارئ السورة ، والختم وهو الطبع على الشيء فذلك من هذا الباب أيضاً ، لأنّ الطبع على الشيء لا يكون إلّا بعد بلوغ آخره. (٢) ثمّ إنّ ختم باب النبوّة يستلزم ختم باب الرسالة ، وذلك لأنّ الرسالة هي إبلاغ ما تحمّله الرسول عن طريق الوحي ، فإذا انقطع الوحي والاتصال بالمبدإ الأعلى فلا يبقى للرسالة موضوع. وهناك آيات أخرى تدلّ على خاتمية الرسالة المحمّدية تصريحاً أو تلويحاً يطول المقام بذكرها.
__________________
(١) الأحزاب : ٤٠.
(٢) معجم المقاييس في اللُّغة : كلمة ختم.