يرد على القول بالتناسخ أمور تالية :
١. أنّهم يقولون : «إنّ المصائب والآلام الّتي تبتلي بها طائفة من الناس هي في الحقيقة جزاء لما صنعوا في حياتهم السّابقة من الذنوب عند ما كانت أرواحهم متعلّقة بأبدان أخرى ، كما أنّ النعم واللّذائذ الّتي تلتذّ بها جماعة أخرى من الناس هي أيضاً جزاء أعمالهم الحسنة في حياتهم المتقدمة» ، وعلى هذا فكلٌّ يستحقّ لما هو حاصل له ، فلا ينبغي الاعتراض على المستكبرين والمترفين ، كما لا ينبغي القيام بالانتصاف من المظلومين والمستضعفين ، وبذلك تنهدم الأخلاق من أساسها ولا يبقى للفضائل الإنسانية مجال ، وهذه العقيدة خير وسيلة للمفسدين والطغاة لتبرير أعمالهم الشنيعة.
٢. إنّ هذه العقيدة معارضة للقول بالمعاد الّذي أُقيم البرهان العقلي على وجوبه ، ومن الواضح أنّ الّذي ينافي البرهان الصحيح فهو باطل ، فالقول بالتناسخ باطل.
٣. إنّ لازم القول بالتناسخ هو اجتماع نفسين في بدن واحد ، وهو باطل. بيان الملازمة إنّه متى حصل في البدن مزاج صالح لقبول تعلّق النفس المدبّرة له ، فبالضرورة تفاض عليه النفس من الواهب من غير مهلة وتراخ ، قضاءً للحكمة الإلهية الّتي شاءت إبلاغ كلّ ممكن إلى كماله الخاص به ، فإذا تعلّقت النفس المستنسخة به أيضاً كما هو مقتضى القول بالتناسخ ، لزم اجتماع نفسين في بدن واحد.
وأمّا بطلان اللازم فلأنّ تشخّص كلّ فرد من الأنواع بنفسه وصورته