قال صدر المتألهين :
معنى كونه مريداً أنّه سبحانه يعقل ذاته ويعقل نظام الخير الموجود في الكل من ذاته وأنّه كيف يكون. (١)
وقال ابو إسحاق النوبختي :
وهو يريد أي يعلم المصلحة في فعل فيدعوه علمه إلى إيجاده. (٢)
يلاحظ عليه : أنّ مفاهيم الصفات ومعانيها متغايرة وعينيتها في حقّه تعالى راجعة إلى واقعيتها ومصداقها وعلى هذا تفسير الإرادة بالعلم ، يرجع إلى إنكار حقيقة الإرادة فيه سبحانه ، ولأجل عدم صحّة هذا التفسير نرى أنّ أئمة اهل البيت عليهمالسلام ينكرون تفسيرها بالعلم ، قال بكير بن أعين : قلت لأبي عبد الله الصادق عليهالسلام : علمه ومشيئته مختلفان أو متفقان ...؟
فقال عليهالسلام : «العلم ليس هو المشيئة ، ألا ترى أنّك تقول سأفعل كذا إن شاء الله ، ولا تقول سأفعل كذا إنْ علم الله» (٣).
والحق أنّ الإرادة من الصفات الذاتية وتجري عليه سبحانه مجرّدة من شوائب النقص وسمات الإمكان ، فالمراد من توصيفه بالإرادة كونه فاعلاً مختاراً في مقابل كونه فاعلاً مضطرّاً ، لا إثبات الإرادة له بنعت كونها طارئة
__________________
(١) الأسفار : ٦ / ٣١٦.
(٢) أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٦٧.
(٣) الكافي : ١ / ١٠٩ ، باب الإرادة ، الحديث ٢.