دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الأحزاب بهذا الدعاء فكفي وهو :
«اللهمّ إنّي أعوذ بنور قدسك وبركة طهارتك ، وعظم جلالك من كلّ طارق يطرق إلّا طارقا (١) يطرق بخير ، اللهمّ أنت غيّاثي فيك أغوث (٢) ، وأنت عياذي فبك أعوذ ، وأنت ملاذي فبك ألوذ ، يا من ذلّت له رقاب الجبابرة ، وخضعت له مقاليد (٣) الفراعنة ، أجرني من خزيك وعقوبتك ، فإنّني في حرزك في ليلي ونهاري ، ونومي وقراري ، لا إله إلّا أنت تعظيما لوجهك ، وتكريما لسبحانك ، فاصرف عني شرّ عقابك ، واجعلني في حفظ عنايتك وسرادقات حفظك ، وعد عليّ بخير منك يا أرحم الراحمين» [١٠٨٩٨].
آخر الجزء الثامن عشر بعد الأربع مائة من الأصل.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلّم الإسفرايني ، حدّثنا زياد بن عبيد الله البكراوي [القزويني](٤) بقزوين ، حدّثنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن إبراهيم بن جامع السكري ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البلوي ، حدّثني خالي عمارة بن زيد المدني قال :
كنت صديقا لمحمّد بن الحسن فدخلت معه على الرشيد فسأله عن احواله فقال : في خير يا أمير المؤمنين ، ثم تسارّا ، فسمعت محمّد بن الحسن يقول : إنّ محمّد بن إدريس الشّافعي يزعم أنه للخلافة أهل ، قال : فغضب الرشيد ، وقال : عليّ به ، فأتي به حتى وقف بين يدي الرشيد ، فكره الرشيد أن يعجل عليه من غير امتحان ، فقال له : هيه؟ قال : وما هيه يا أمير المؤمنين ، أنت الداعي وأنا المدعو (٥) ، وأنت السائل وأنا المجيب ، قال : فكيف علمك بكتاب الله؟ فإنه أول أن يبتدأ به؟ قال : جمعه الله في صدري ، وجعل جنبيّ دفّتيه ، قال : فكيف علمك به؟ قال : أيّ علم تريد يا أمير المؤمنين ، أعلم تأويله أم علم تنزيله؟ أم مكّية؟ أم مدنيّه؟ أم ليليّه؟ أم نهاريّه؟ أم سفريّه؟ أم حضريّة؟ أم هجريه؟ أم عربيه؟ أم إنسيه؟ أم وحشيه؟
__________________
(١) بالأصل وم وت ود : طارق ، والمثبت عن الحلية.
(٢) في الحلية : أنت غياثي بك أستغيث.
(٣) كذا بالأصل وم وت ود ، وفي الحلية : أعناق الفراعنة.
(٤) بياض بالأصل ، واستدركت اللفظة عن د ، وم.
(٥) بالأصل ود ، وم : المدعي.