قال : وفيها خلع السلطان على القاضي محب الدين بن الشحنة الحنفي (صاحب روض المناظر) واستقر به قاضي القضاة الحنفية بحلب عوضا عن قاضي القضاة جمال الدين ابن العديم بحكم وفاته ، وكان ابن العديم هذا من أعيان علماء الحنفية ، وكانت وفاته بحلب ، وعاش من العمر نحو ثمان وسبعين سنة اه.
سنة ٧٨٨
ذكر وصول تمرلنك إلى مدينة قرباغ
قال ابن إياس : في هذه السنة حضر إلى الأبواب الشريفة قاصد القان أحمد بن أويس صاحب بغداد وأخبر أن الخارجي تمرلنك قد وصل إلى مدينة قرباغ ونهبها وسبى أهلها ، فأرسل القان أحمد يعرف السلطان بذلك ليكون على حذر من أمره.
ذكر إعادة يلبغا الناصري لنيابة حلب وعصيان منطاش بملطية
قال في روض المناظر : في هذه السنة عصى منطاش بملطية وكان قد وصل إليه مقدم تمرلنك واتفق معه كما سيأتي قريبا ، فاستضعف السلطان سودون عن إحضاره فعزله وأعاد السلطان يلبغا الناصري إلى نيابة حلب ، وأهين سودون واستقر الناصري بحلب أميرا اه.
وسنذكر في حوادث السنة الآتية نقلا عن ابن خلدون الأسباب التي دعت منطاش إلى العصيان.
سنة ٧٨٩
ذكر استعداد المصريين لمحاربة تمرلنك
قال ابن إياس : في هذه السنة حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير طغاي ، وكان قد توجه إلى بلاد الشرق لإخبار تمرلنك ، فلما حضر أخبر السلطان أن جاليش تمرلنك قد وصل إلى الرها وكسر قرا محمد أمير التركمان وأن بوادر عساكر تمرلنك قد وصلت إلى ملطية ، فلما تحقق السلطان ذلك أمر بعقد مجلس بالقصر الكبير وطلب القضاة الأربعة والخليفة وشيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني وأعيان المشايخ المفتين وحضر سائر الأمراء ، فلما تكامل المجلس تكلم السلطان مع الخليفة والقضاة الأربعة في أمر تمرلنك. ثم