الملك الناصر محمد ابن الملك المنصور قلاوون. [قال ابن إياس] : وهو الثالث والعشرون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية.
سنة ٧٨٠
ذكر تولية حلب للأمير منكلي بغا البلدي ثم لتمرباي
قال في روض المناظر : في هذه السنة استقر في نيابة حلب الأمير منكلي بغا البلدي عوضا عن آشقتمر ، ثم أمسك واستقر عوضه سيف الدين تمرباي التمرداشي وتوجه إلى التركمان ، وانكسر عسكر حلب كسرة لم تسبق مثلها من التركمان ومنها عظم شأن التركمان ومنعوا العداد اه.
وتوجه إلى محاربة التركمان في سنة سبعمائة وإحدى وثمانين. قال في تحف الأنباء : في هذه السنة سار الأمير سيف الدين التمرداشي المنصوري وصحبته العساكر الحلبية وطائفة من عسكر حماة ودمشق إلى جهة البلاد السيسية ليردع طوائف التركمان حين ظهر فسادهم واشتهر بغيهم وعنادهم ، فلما وصل العسكر إلى القرب من مدينة أياس وبلغ التركمان خبرهم بادروا إلى الخضوع والطاعة وحضر منهم نحو أربعين من أكابرهم وأمرائهم واستصحبوا ما استطاعوا من الهدايا والتحف ، فحين أقبلوا على النائب المشار إليه أظهروا الطاعة وطلبوا الأمان فلم يقبل منهم وأمر باعتقالهم في القيود ، وركب بمن معه من العساكر إلى بيوتهم في الحال وأوقعوا بهم من النكال ما أحال منهم الحال ، ونهبوا أموالهم وسبوا نساءهم وقتلوا رجالهم وتقووا على الضعيف ، فعند ذلك احتال التركمان وجمعوا جموعهم وكمنوا للعسكر بمضيق في طريقهم يقال له باب الملك عند شاطىء البحر وأوقعوا بهم ، فلم ينج منهم إلا طريح أو جريح أو سلمه القضاء والقدر فطار مع الريح ، وسلبوا ما كان معهم وتشتت شملهم.
ونقل في درة الأسلاك في دولة الأتراك أنه حكى من كان حاضرا هذه الوقعة أن الذي أخذه التركمان فيها من الأموال والأثاث والخيل ما لا يحصى ، فمن جملته ثلاثون ألف جمل بأحمالها وثلاثة عشر ألفا من الخيل بسروجها اه.