وهو الذي كان قد ولاه والده |
|
عليهما فاستقام الأمر حين ولي |
فخالفاه وحلا عقد بيعته |
|
والأمر بينهما والنص فيه جلي |
فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقي |
|
من الأواخر ما لاقي من الأول |
فجاءه جواب الإمام الناصر وفي أوله وكان الناصر يتشيع :
وافى كتابك يا ابن يوسف معلنا |
|
بالود يخبر أن أصلك طاهر |
غصبا عليا حقه إذ لم يكن |
|
بعد النبي له بيثرب ناصر |
فابشر فإن غدا عليه حسابهم |
|
واصبر فناصرك الإمام الناصر |
قال أبو الفدا : ومن شعره يعرض إلى سوء حظه قوله :
يا من يسوّد شعره بخضابه |
|
لعساه من أهل الشبيبة يحصل |
ها فاختضب بسواد حظي مرة |
|
ولك الأمان بأنه لا ينصل |
ثم قال ابن خلكان : وكانت ولادته سنة ست وقيل خمس وستين وخمسمائة بالقاهرة ووالده يومئذ وزير المصريين ، وتوفي في صفر سنة اثنتين وعشرين وستمائة فجأة بسميساط رحمهالله تعالى ونقل إلى حلب ودفن بتربة بظاهر حلب بالقرب من مشهد الهروي.
أقول : هذه التربة غربي الكرم الذي فيه ضريح الهروي بينهما الطريق ، وهناك قبلية لا صحن لها وهي مشرفة على الخراب ، وأمام القبلية قبر لا أدري إن كان هو قبر الملك الأفضل علي أو قبر أمه إذ لا كتابة عليه. ومكتوب على جدار القبلية من الخارج في الجهة الجنوبية والجهة الغربية بعد البسملة :
هذه تربة العبدة الفقيرة إلى رحمة ربها (جهة) مولانا الغازي المجاهد المرابط المناع العادل الزاهد الملك الناصر صلاح الدنيا والدين منقذ القدس من أيدي المشركين مطهر قبور الأنبياء والمرسلين. من دحض الكافرين مانع الطراز الأخضر من بني الأصفر الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب والدة ولده المولى الملك الأفضل علي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين. وكان الفراغ في شعبان سنة إحدى وعشرين وستمائة اه.
وسميساط بضم السين المهملة وفتح الميم ، وهي قلعة في بر الشام على الفرات في ناحية بلاد الروم بين قلعة الروم وملاطية اه.