هذه ـ يعني : جارية ـ بيّض بها ولدك ، وهو عبد الله بن مسعدة (١) بن (٢) حذيفة بن بدر. قال عوانة : وكان في بني فزارة ، فوهبه النبي صلىاللهعليهوسلم لابنته فاطمة ، فأعتقته ، كان غلاما ربته فاطمة وعلي ، وأعتقته ، فكان بعد ذلك مع معاوية أشدّ الناس على عليّ.
ذكر الواقدي : أن عبد الله بن مسعدة قتل في حياة النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلعل هذا أخ له سمّي [باسمه](٣).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا تمام بن محمّد ، حدّثني أبي ، أنا [أبو](٤) القاسم [عبد الله](٥) بن محمّد البغوي ، بن بنت منيع ، حدّثني رجل انقطع من الكتاب ، حدّثني عبد الله بن المبارك ، عن معمر قال :
دخل أبو قتادة على معاوية ، فأجلسه معه على سريره ، فقال له أبو قتادة : يا معاوية فقال : عمرو بن مسعدة الفزاري ـ وهو ابن عمّ عيينة : ـ من هذا الذي يسمّي أمير المؤمنين؟ فأشار إليه معاوية أن اسكت ، فأبى أن يسكت ، فقال أبو قتادة : من هذا المتكلّم؟ قال : عمرو (٦) بن مسعدة الفزاري ، قال : ابن سارق لقاح (٧) رسول الله صلىاللهعليهوسلم أما والله إني لصاحب أبيك حين أدركته فطعنته بالرمح في جاعرته (٨) ، فما أتقاني إلّا بسلحه ، فما منعني ، من سلبه إلّا ذاك.
فقال معاوية : أرغم الله أنفك.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٩) قال : قال ابن الكلبي : فيها ـ يعني ـ سنة تسع وأربعين شتّا (١٠) عبد الله بن مسعدة في البرّ ـ يعني ـ بأرض الروم.
وذكر أبو محمّد عبد الله بن سعد القطربلي عن الواقدي : أن الذي غزا سنة تسع وأربعين فضالة بن عبيد الأنصاري.
وذكر أيضا الواقدي قال : قال مشيخة من أهل الشام : كان سفيان بن عوف وقد اتّخذ من
__________________
(١) في المطبوعة : مسعود.
(٢) بالأصل : وحذيفة ، والصواب ما أثبت ، وهو صاحب الترجمة.
(٣) الزيادة عن المطبوعة.
(٤) الزيادة للإيضاح ، ومرّ التعريف به.
(٥) الزيادة للإيضاح ، ومرّ التعريف به.
(٦) بالأصل هنا : عمر ، خطأ.
(٧) الأصل : «إن سارق كفاح» والمثبت عن المختصر ١٤ / ٤٣.
(٨) الجاعرتان : حرفا الوركين المشرفان على الفخذين (اللسان).
(٩) تاريخ خليفة ص ٢٠٩.
(١٠) غير واضحة بالأصل.