كان أبو مسهر يملي علينا من كتاب يحيى بن حمزة ، فمرّ بحرف قد اندرس ، فلم يعرف ، فنظر فيه ابن معين فقال : يا أبا مسهر ، هو كذا وكذا ، فقال أبو مسهر : اضربوا على الحديث ، فإنّي لا أحدّث بتلقين.
قال أحمد بن أبي الحواري : فسمعت يحيى بن معين يقول : فلما قمنا أردت أن أقوم إليه فأقبّل رأسه.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي زروان ـ إجازة ـ أنا محمّد بن يوسف الهروي ، حدّثني محمّد بن عوف أنه ذكر أبا مسهر فقال :
كان من أحفظ الناس ، فقلت له : قالت يحيى بن معين : منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر ، فقال : صدق يحيى ، وجعل يثني عليه (١).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا ـ أبو منصور بن خيرون ، قال : أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا هبة الله بن الحسن الطّبري (٣) ، أنا علي بن محمّد بن عمر ، أنا عبد الرّحمن (٤) بن أبي حاتم ، نا أبي ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت يحيى بن معين يقول :
ما رأيت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه بالمشيخة الذين أدركتهم من أبي مسهر والذي يحدّث وفي البلد أولى بالتحديث منه ، فهو أحمق.
أنبأنا (٥) أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، حدّثني محمّد بن إسماعيل المقرئ ، نا مكحول ، نا إبراهيم بن يعقوب قال (٦) : سمعت يحيى بن معين يقول :
إن الذي يحدّث بالبلدة (٧) وبها من هو أولى منه بالحديث أحمق ، إذا رأيتني أحدّث
__________________
(١) انظر تهذيب الكمال ١١ / ١٧ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١.
(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٧٤ وانظر تهذيب الكمال ١١ / ١٦ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣١ والجرح والتعديل ٦ / ٢٩.
(٣) في تاريخ بغداد : هبة الله الطبري.
(٤) في تاريخ بغداد : أخبرنا أبو عبد الرحمن.
(٥) فوقها في المطبوعة : مساواة.
(٦) من طريق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نقله المزي في تهذيب الكمال ١١ / ١٦ ـ ١٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٣٠ ـ ٢٣١ من طريق (أبي إسحاق الجوزجاني).
(٧) في تهذيب الكمال : «بالبلد» وفي سير أعلام النبلاء : «ببلد».