قد قال مولانا (٤) وسيّدنا |
|
قولا له في الكتاب (٥) تصديق |
إنّ عليّا ـ أعني أبا حسن ـ |
|
أفضل من (٦) أرقلت به النّوق |
بعد نبي الهدى وأنّ لنا |
|
أعمالنا ، والقرآن مخلوق |
فلما ورد هذا على الشاعر قرأها ، ثم قال له اكتب (٧) :
يا أيها الناس لا قول ولا عمل |
|
لمن يقول : كلام الله مخلوق |
ما قال ذاك أبو بكر ولا عمر |
|
ولا النّبي ولم يذكره صدّيق |
ولم يقل ذاك إلّا كل مبتدع |
|
على (٨) الإله وعند الله زنديق |
عمدا أراد به (٩) إمحاق دينكم |
|
لأن دينهم والله ممحوق |
أصبح (١٠) يا قوم عقلا من خليفتكم |
|
يمسي ويصبح في الأغلال موثوق |
فلما ورد هذا على المأمون التفت إلى المريسي فقال له : يا عاض كذا من أمه ، ـ لا يكنى ـ زعمت أنه ليس بشاعر؟ وأغلظ له في القول.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن الحسن ، قال : سمعت معلّى بن أيوب يقول :
وقف المأمون في بعض أسفاره وهو قافل إلى طرسوس في قدمته التي مات فيها ، فوقف على شرف عال ثم أنشأ يقول :
__________________
(١) اللفظة بالأصل مهملة بدون إعجام ، وفي المطبوعة : «أخذتناه» ولم يطمئن إليها محققها فكتب بالحاشية «كذا» والمثبت عن المختصر ١٤ / ١١٩.
(٢) الأصل : قدمت ، والصواب عن المختصر.
(٣) الأبيات في البداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ٣٠٥ ويفهم من عبارتها نسبة الأبيات لبشر المريسي.
(٤) البداية والنهاية : مأموننا.
(٥) البداية والنهاية : الكتب.
(٦) البداية والنهاية : أفضل من قد أقلّت النوق.
(٧) الأبيات في البداية والنهاية ١٠ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦.
(٨) البداية والنهاية : على الرسول.
(٩) البداية والنهاية : «بشر أراد به» يريد بشر المريسي.
(١٠) روايته في البداية والنهاية :
يا قوم أصبح عقل من خليفتكم |
|
مقيدا وهو في الأغلال موثوق |