وقدم دمشق مع عروة بن الزّبير وافدا على الوليد بن عبد الملك حين أصيب عروة بابنه ورجله.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ـ لفظا ـ أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا [ابن](٢) نمير ، نا يحيى ـ يعني : ابن سعيد ـ عن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن عمر ، عن أبيه قال :
غدونا (٣) مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من منى إلى عرفات منا الملبّي ، ومنّا المكبّر.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني مصعب بن عبد الله قال :
توفي محمّد بن عروة مع أبيه ، وعروة يومئذ عند الوليد بن عبد الملك ، وفي ذلك السّفر أصيبت رجل عروة ، وكان محمّد بن عروة من أحسن الناس ، وكان عروة يحبّه حبّا شديدا ، قال : فقام محمّد بن عروة على سطح فيه جلي (٤) فقام من الليل فسقط من الجلي (٥) في إصطبل الدوابّ ، فتخبطته حتى مات ، وكان الماجشون مع عروة بالشام ، فكره أصحاب عروة وغلمانه أن يخبروه خبره ، فذهبوا إلى الماجشون فأخبروه. فجاء من ليلته ، فاستأذن على عروة ، فوجده يصلّي ، فأذن له في مصلاه ، فقال له : هذه الساعة؟ قال : نعم يا أبا عبد الله ، طال عليّ الثواء ، وذكرت الموت ، وزهدت في كثير مما كنت أطلب ، وخطر ببالي ذكر من مضى من القرون قبلي ، فجعل الماجشون يذكر فناء الناس ، وما مضى ، ويزهّد في الدنيا ، ويذكر الآخرة حتى أوجس عروة ، فقال : قل فيما تريد ، فإنما قام محمّد من عندي آنفا ، فمضى في قصته ، ولم يذكر شيئا ، ففطن عروة ، فقال : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، وأحتسب (٦) محمّدا عند الله ، فعزّاه الماجشون ، وصلّى عليه ، وأخبره بموته.
أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل النوقاني ، أنا أبو الفضل
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ٢ / ٢٤٦ رقم ٤٧٣٣.
(٢) زيادة عن المسند.
(٣) تقرأ بالأصل : غزونا ، والمثبت عن المسند.
(٤) بالأصل : خلي ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، والجلي بكسر الجيم وسكون اللام ؛ الكوة من السطح لا غير (تاج العروس : بتحقيقنا : جلي).
(٥) بالأصل : خلي ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، والجلي بكسر الجيم وسكون اللام ؛ الكوة من السطح لا غير (تاج العروس : بتحقيقنا : جلي).
(٦) في المطبوعة : واحتسبت.