أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو الدحداح ، نا أحمد بن عبد الواحد بن عبّود ، نا محمّد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير قال :
قال ابن مسعود : مجالس الذكر محيّاة للعلم ، وتحدث للقلوب خشوعا.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد المقرئ ، قالا : أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن محمّد الأنباري ، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد ، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار.
ح وأخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، ومحمّد بن أحمد العطّار ، قالا : أنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب قالا : نا الحسن بن علي بن عفان ، نا ابن نمير ، نا سفيان الثوري ، عن عبد الرّحمن بن عابس (١) ، حدّثني أناس عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول في خطبته (٢) :
إن أصدق الحديث كلام (٣) الله ، وأوثق العرى كلمة التقوى ، وخير الملل ملّة إبراهيم ، وأحسن القصص هذا القرآن ، وأحسن السّنن سنّة محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وأشرف الحديث ذكر الله ، وخير الأمور عزائمها (٤) ، وشرّ الأمور محدثاتها ، وأحسن الهدي هدي الأنبياء ، وأشرف الموت قتل الشهداء ، وأعمى الضلالة بعد الهدى ، وخير العمل ما نفع ، وخير الهدى ما اتّبع ، وشرّ العمى عمى القلب ، واليد العليا خير من السّفلى ، وما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى ، ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها ، وشرّ المعذرة عند حضرة الموت ، وشرّ الندامة ندامة يوم القيامة ، ومن الناس من [لا](٥) يأتي الصّلاة إلّا دبرا (٦) ، ومن الناس من لا يذكر الله إلّا هجرا ـ وقال : تهاجرا ، وفي حديث الصفّار : مهاجرا ـ وأعظم الخطايا اللّسان الكذوب ، وخير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، ورأس الحكمة مخافة الله عزوجل ، وخير ما ألقي (٧) في القلب
__________________
(١) الأصل : عباس ، تحريف والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ٢٤٢.
(٢) راجع حلية الأولياء ١ / ١٣٨ وقد ذكر محقق المطبوعة مصادر تخريجها.
(٣) الحلية : كتاب الله.
(٤) الحلية : عواقبها.
(٥) زيادة لازمة اقتضاها السياق عن الحلية ، وفيها : من لا يأتي الجمعة.
(٦) الدبر بالفتح والضم أي آخر الوقت.
(٧) الأصل : «أبقى» والمثبت عن الحلية والمصنف الجامع لعبد الرزّاق ١١ / ١٥٩.