اليقين ، والريب من الكفر ، والنوح من عمل الجاهلية ، والغلول من جمر (١) جهنم ، والكبر كي ـ وفي حديث الصفّار : كير ـ من النار ، والشعر من مزامير إبليس ، والخمر جمّاع الإثم (٢) ، والنساء حبائل الشيطان ، والشباب شعبة من الجنون ، وشرّ المكاسب كسب الربا ، وشرّ المآكل أكل مال اليتيم ، والسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من شقي في بطن أمّه ، وإنّما يكفي أحدكم ما قنعت به نفسه ، وإنّما يصير إلى موضع أربعة (٣) أذرع والأمر بآخره ، وأملك العمل به خواتيمه ، وشرّ الروايات ـ وفي حديث الصفّار : الروايا (٤) روايا ـ الكذب ، وكلّ ما هو آت قريب ، وسيئات المؤمن فسوق ، وقتاله كفر وأكل ماله من معاصي الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه ، ومن يتألّ على الله يكذبه ، ومن يغفر يغفر الله له ، ومن يعف يعف الله عنه ، ومن يكظم الغيظ يأجره الله ، ومن يصبر على الرزايا يعقبه الله ، ومن يعرف البلاء يصبر عليه ، ومن لا يعرفه ينكر ، ومن يستكبر يضعه الله ، ومن يبتغ السمعة يسمّع الله به ، ومن ينوي الدنيا تعجزه ، ومن يطع الشيطان يعص الله ، ومن يعص الله يعذّبه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، نا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن عطية بن الحارث ، عن أبي سيف قال :
لما وقعت بنا إمارة عثمان جاءت يوم الخميس ، وكان ابن مسعود يقص علينا في كل يوم خميس واثنين ، وكان الخليفة من الأمراء إذا غابوا ، فلما جاءنا قال قولا فالحقه فيها ، ولمّا تحوّل إلى المدينة كان الخليفة من الأمير حنظلة الكاتب ، فلما تحول حنظلة في الفتنة إلى الرّها كان الخليفة من الأمراء عمرو بن حريث ، فخرج علينا عبد الله في ساعته التي كان يخطبنا فيها ، وشاركه في هذا الحديث من هذا المكان رجل من بني أسد ، أحد بني الطمّاح عن رجل من بني أسد اختلفا في الحمد ، واتفقا فيما بعد ذلك ،
قال عطية : إن الحمد لله أحمده واستغفره وأستعين به وأستهديه ، وأتوكّل عليه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى بشيرا ونذيرا ، من أطاعة رشد ، ومن عصاه
__________________
(١) في المطبوعة : خمر.
(٢) الحلية : كل إثم.
(٣) في المصنف الجامع : أربع أذرع.
(٤) الروايا جمع روية وهي ما يرويه الإنسان في نفسه من القول والفعل ، أي يزوّر ويفكر ، وقيل جمع : راوية : الرجل الكثير لرواية (راجع النهاية واللسان).