والأماكن والمساجد والعمائر التي مرّ بها وزارها ، وما بها من المزارات والمقامات ، بل قد يعرج بالحديث إلى تاريخ البناء أو العمارة أو تاريخ فتح مدينة من المدن التي زارها ، وقد وجدنا أن الغزّيّ انفرد بذكر مواضع كثيرة لم يتطرّق إليها غيره من الرحالة الذين قصدوا بلاد الرّوم كالرحالة ابن بطوطة والخياريّ وكبريت.
هدف الرحلة :
لم يشأ الغزّيّ الإفصاح عن السبب الحقيقي الذي دفعه للقيام بهذه الرحلة ، غير أنه ألمع إلى أن ثمة عارضا حدث له بدمشق الشّام اقتضى منه السفر إلى بلاد الرّوم (١). وفي موضع آخر عند ترجمته لقادري جلبي قاضي قضاة العساكر الأناظولية يقول : «.. وإنما كان كلام الباشا معه بسببي وتحريضه عليه بما يتعلّق بي بسبب كتابة براءات بتجديد ما بيدي من الجهات وشؤون أخرى لا تبرز ، وقد انقضى كل منها بحمد الله وتنجز» (٢). فالهدف إذن رفع مظلمته وشكايته عن عزله من وظيفة دون وجه حق. ولعل كثير من الرحالة الذين قصدوا القسطنطينيّة في تلك الفترة وما بعدها كان مرامهم التظلّم إلى السّلطان ، منهم الرحالة الخياريّ الذي أوضح في مقدمة رحلته أن الغاية من سفره التظلّم للسّلطان بوظيفة تدريس بأحد المعاهد العلمية سلبت منه دون وجه حق (٣).
النسخ المعتمدة في التحقيق :
* النسخة الأم : وهي أكمل النسخ وأجملها خطّا ، محفوظة في مكتبة كوبرلو باستانبول برقم (١٣٩٠) ومصورة على شريط ميكروفيلم محفوظ في مركز الوثائق
__________________
(١) انظر ص ٢٢ من الرحلة.
(٢) انظر ص ٢٦٧ من الرحلة.
(٣) انظر رحلة الخياري ١ : ٢٨.