مال النسيم بقضيبه فتمايلت |
|
مهتزة الأعطاف والأجياد |
هذي تودع تلك توديع التي |
|
قد أيقنت منها بوشك بعاد |
واستعبرت بفراقها عين الندى |
|
فابتلّ مئزر غصنها الميّاد (١) |
فبتنا في ذلك المنزل المعظّم (٢) القدر ، ليلة الخميس حادي عشر ، وهي في أرجح ميليّ الإمام الشّافعيّ رضياللهعنه ليلة القدر ، وقلت من أبيات : [من الطويل]
وقرية صرغايا المعظّمة القدر |
|
نزلنا بها في مرجها ليلة القدر |
ثم رحلنا منها وقد بزغ القمر بين النجوم كالملك لا بس التاج ، مرتديا بين عساكره بأبيض الديباج ، وقد عوّض نوره وأغنى في الحالين عن السراج ، فسلكنا مسالك سهلة ثم أدركنا مدارك مستصعبة وأعقبنا رقي عقبة ، وما أدريك ما العقبة ، هي عقبة الرّمّانة التي منها القلوب ملانة ، ذات مدارج [١٠ أ] وعرة ، ومناهج عسرة ، ومهاد ومشارف ، ومثان ومعاطف ، تخلع القلب وتقطع النياط ، وتذكر بالحشر والحساب والصراط ، فزاد حزنها على الفؤاد أحزانه ، ورادف بثّه وأشجانه ، ثم قطعناها عند الصباح ، وسرنا في مهامة فيح وفياف فساح ، ولم نزل في إتهام وإنجاد ، وصعود ربوة وهبوط واد ، حتى انتهينا إلى واد كبير ، ذي منظر نضير ، وعشب كثير ، وعينان تجريان على صخر بماء زلال خصر (٣) نمير ، كما قيل : [من الطويل]
__________________
(١) من عبارة (وحمائم تترنم ...) إلى نهاية الشعر (غصنها المياد) ساقطة من (ع) ؛ والبيتين الأخيرين سقطا من (م).
(٢) وردت في (م): «السامي».
(٣) سقطت كلمة : «خصر» من (ع) ، وفي (م) كتبت في الهامش.