صلىاللهعليهوسلم» ، و «العقد الجامع في شرح الدّرر اللوامع نظم جمع الجوامع» ، و «آداب المواكلة» (١) ، و «رسالة المراح في المزاح» ، و «جواهر الذخائر في الكبائر والصغائر» ، و «آداب العشرة وذكر الصّحبة والأخوة» (٢) إلى غير ذلك من المؤلفات والرسائل.
التعريف بالرحلة :
تعتبر رحلة الغزّيّ عملا أدبيا محكم الوضع في عصر موسوم بانحطاط الحياة الفكرية والثقافية ، لما فيها من مراوحة بين المنثور والمنظوم ، بأسلوب يعتمد على السجع ، وغالبا السجعة المركبة ، وهو أسلوب تفوّق فيه المغاربة والأندلسيون على نظرائهم المشارقة. ولقد نظرت في بعض مؤلفات الغزّيّ المطبوعة فلم يكن هذا أسلوبه ألبتة ، بل خلت كتاباته من أي تصنّع سجعي أو تقيد بديعي حتى اطلعت على رحلة خالد بن عيسى البلويّ الأندلسيّ (ت بعد ٧٦٧ ه) المسماة ب «تاج المفرق في تحلية علماء المشرق» فوجدت الغزّيّ قد أخذ نصوصا وعبارات نثرية كثيرة من البلويّ وأدرجها في رحلته ؛ بل إن جلّ الأشعار التي أوردها الغزّيّ كان البلويّ قد استشهد بها ، ولنا أن نورد نصّا لكليهما على سبيل المثال لا الحصر :
يقول البلويّ بعد أن خرج من بجاية (٣) : «ففارقت الصبر عند مفارقة تلك المنازع ، وودعت الجلد عند وداعي لذلك المسجد الجامع ، وسرت وقلبي في تلك التلاع وتلك الأجارع ، وقد خامرني الفرق ، واستولى على جفني الأرق ، وأولعت بما يولع به المشفق ، وأنفقت دمعي وكل امرئ مما عنده ينفق ، ورحم الله زهيرا المهلبيّ ، فعن حالي عبر بقوله ...» ويورد أبيات المهلبيّ.
ويقول بدر الدّين الغزّيّ وقد همّ بالخروج من حلب (٤) : «ثم سرت وقلبي في تلك التلاع وتلك الأجارع ، وقد فارقت الصبر عند مفارقة تلك المنازع ، وودعت الجلد عند
__________________
(١) طبع بتحقيق الدكتور عمر موسى باشا. دمشق : دار ابن كثير ، ١٩٨٧ م.
(٢) طبع بتحقيق علي حسن علي عبد الحميد ، بيروت ، عمان : المكتب الإسلامي ، دار عمار ، ١٩٨٧.
(٣) تاج المفرق ١ : ١٥٧.
(٤) انظر ص ٧٦ ـ ٧٧ من هذه الرحلة.