بعض الوظائف
الدّينية كمشيخة القراء بالجامع الأموي والتدريس في الشامية الكبرى بدمشق ، وفي
كثير من مدارس دمشق ، وكان الناس يرحلون إليه طلبا للعلم والبركة ، ولزم العزلة في
أواسط عمره ، لا يأتي قاضيا ولا حاكما ولا كبيرا بل هم يقصدون منزله للتبرّك وطلب
الدّعاء. وإذا قصده قاضي قضاة البلد أو نائبها لا يجتمع به إلا بعد الاستئذان
والإلحاح في الإذن ، وكان أن قصده نائب الشّام مصطفى باشا فلم يجتمع به إلا بعد
مرات ، ومثله درويش باشا نائب الشّام ، وقال له : يا سيدي ما تسمع عني؟ فقال :
الظلم!.
وكان صاحب الرحلة
كريما محسنا ، جعل لتلاميذه رواتب وأكسية وعطايا ، وكان لا يأخذ على الفتوى شيئا
بل سدّ باب الهدّية مطلقا فلم يقبل إلّا من أخصائه وأقاربه ويكافئ أضعافا.
وفي الثاني من
شوال سنة ٩٨٤ ه / ١٥٧٧ م مرض مرضته الناهكة ، وبعد أسبوعين توفي ، وشهد جنازته
خلق كثير ، ودفن في تربة الشيخ أرسلان خارج باب توما من أبواب دمشق.
مؤلفاته وآثاره :
عرف الغزّيّ
بغزارة التأليف ؛ فقد ترك نحوا من مائة وبضعة عشر مصنفا ، جمع ابنه نجم الدّين
عناوينها في كتاب مفرد سماه «فهرس مؤلفات الغزّيّ» ، وبلغ عدد مؤلفاته وقت رحلته
زهاء سبعين مؤلفا ذكر بعضا منها في ثنايا رحلته.
أما تصانيفه التي
لم يرد ذكرها في الرحلة فمنها : التفاسير الثلاثة «المنثور» و «المنظومان» ،
وأشهرها «المنظوم الكبير» في مائة وثمانين ألف بيت ، وحاشيته على «شرح المنهاج»
للمحليّ ، و «فتح المغلق في تصحيح ما في الروضة من الخلاف المطلق» ، و «شرح خاتمة
البهجة» ، و «التذكرة الفقهية» ، و «شرحان على الرحبية» ، و «شرح الصدور بشرح
الشذور» ، و «شرح على التوضيح لابن هشام» ، و «شرح شواهد التلخيص» ، و «أسباب
النجاح في آداب النكاح» ، و «الدّر الثمين في المناقشة بين أبي حيان والسمين» ، و
«رسالة التمانع» ، و «كتاب فصل الخطاب في وصل الأحباب» ، و «منظومة في خصائص النبي