تختطف الأبصار من لألائها |
|
والليل قد ألقى القناع الأدكنا (١) |
وبها من المفترجات الظريفة ، والمنتزهات اللطيفة ، والرياض النضرة ، والمروج الخضرة ، والأزهار الزاهرة ، والأشجار الباهرة ، ما هو نزهة النفوس ، ومسرّة العبوس ، وبهجة الخواطر ، وقرّة النواظر ، ومن محاسنها أيضا أنّ بكل بيت منه روضا وبئرا يفيض منها الماء فيضا : [من الكامل]
فالجوّ رقراق الشعاع مفوف |
|
والماء فياض الآتي معسجد |
والروض في حلى الربيع كأنما |
|
نطف الغمائم لؤلؤ وزبرجد (٢) |
وبها من الآثار القديمة ، والأعمدة العظيمة ، والمعالم الجسيمة ، والمراسم المقيمة ، ما يذهل الألباب ، ويستولي عليها منه (٣) العجب العجاب (٤).
فلما دخلناها في الوقت المذكور ، وركنا إلى الاكتنان [٦٤ ب] والوكور ، نزلنا أولا ، كما أشار مولانا السيّد ، في عمارة المرحوم السّلطان محمد ، شمله الله تعالى برحمته وتغمد ، فشاهدنا منها أعظم مشهد وأكرم معبد ومعهد ، وخيرات تدلّ على رحمة منشئها وتشهد ، وحضر خادم المكان فتفقد مصالحنا وتعهّد ، وأخلى لنا مكانا متسعا فضيا وأفرد ، وفرش لنا فرشا موطا موطد ، وبتنا هناك بأنعم ليلة وأسعد ، على مهاد وطى ووطاء ممهّد ، غير أنّ لواعج الأشواق لا تهمد ، ونيران الفراق لا تنطفىء ولا تخمد ، بل تتزايد ضراما وتتوقّد ، وتتأطد وتتأكّد ، وكلما جمعنا شمل النوم تبدّد ، أو
__________________
(١) البيتان في تاج المفرق ١ : ١٩٨ بلا عزو.
(٢) البيتان في تاج المفرق ١ : ٢٣٩ بلا عزو.
(٣) سقطت هذه الكلمة من (ع).
(٤) ترك المؤلف هنا في مسودته (م) بياضا مقدار ورقة.