عادة من عشرين ورقة (أربعين صفحة) ، كما نص على ذلك مترجموه ، وكما هو موجود في النسخ التي حافظت على تقسيم هذه الأجزاء.
وجعل الخطيب نسخته في أربعة عشر مجلدا ، ولكنّ النّسّاخ لم يلتزموا فيما بعد بأن تكون نسخهم بهذا العدد ، وهي العادة الجارية في تلك الأعصر أن يحافظ الناسخ على الأجزاء لا على المجلّدات.
ابتدأ الخطيب كتابه بمقدمة عن مدينة بغداد يمكن للباحث أن يلاحظ فيها ثلاثة محاور رئيسة :
الأول تناول فيه أقوال العلماء في أرض بغداد وحكمها وما حفظ عنهم من الجواز والكراهة لبيعها ، تم تكلّم على السواد وفعل عمر بن الخطاب رضياللهعنه فيه ، وحكم بيع أرضه ، وحدّه ومنتهاه ، وخبر غارة المسلمين على المنطقة التي أقيمت عليها مدينة السّلام فيما بعد. وتناول بالنقد الأحاديث التي رويت في الثّلب لبغداد والطّعن على أهلها ، وبيّن فسادها ووهاءها. ثم بيّن مناقب بغداد وفضلها ومحاسن أخلاق أهلها ، كما تطرق إلى نهري دجلة والفرات وما فيهما من المنافع. وتكلم المصنف بعد هذا على معنى «بغداد» ، وساق شيئا من سيرة مؤسسها أبي جعفر المنصور.
أمّا المحور الثاني فكان مخصصا للبحث في خطط بغداد ، فذكر خبر بناء المدينة المدوّرة ، وخططها ، وتحديدها ، ومن تولّى عمارتها ، وخبر بناء الكرخ والرّصافة. ثم تناول محال مدينة السّلام وطاقاتها وسككها ودروبها وأرباضها ومن نسبت إليه في الجانبين : الغربي والشرقي. ثم عرّج على ذكر دار الخلافة والقصر الحسني والتّاج وزيارة سفير الروم أيام المقتدر وما شاهده فيها ، ووصف دار المملكة التي بأعلى المخرّم. وتناول بعد ذلك المساجد الجامعة في جانبي المدينة ، والأنهار والتّرع التي كانت تتخلّلها ، والجسور المقامة على دجلة بين الجانبين ، ومقدار مساحة بغداد وما ذكر عن عدد مساجدها وحمّاماتها ، ثم مقابرها المشهورة.