قاله العلامة بعينه في مكان آخر من صحيحته ، ولا أعلم لم عدل عنه ، قال رحمهالله بعد أن ذكر حديث «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة الوالد ، ودعوة المسافر ، ودعوة المظلوم» ، وتعقب الحافظ ابن حجر على من قال : إنه محمد بن علي بن الحسين ، ثم ما ذكره الذهبي في الميزان من حال أبي جعفر هذا : «قلت : وجملة القول أنّ أبا جعفر هذا إن كان هو المؤذن الأنصاري أو الحنفي اليمامي ، فهو مجهول ، وإن كان هو أبا جعفر الرازي (١) (كذا) فهو ضعيف منقطع ، وإن كان محمد بن علي بن الحسين فهو مرسل» (الصحيحة ٥٩٦). فهذا القول هو الصواب ، وما قاله في المجلد الرابع فيه نظر شديد ، وهو مخالف لما هنا.
* * *
__________________
(١) لم يقل أحد أنه الرازي ، سوى ما نقله الشيخ الألباني عن الترمذي أنه قال : «حديث حسن ، وأبو جعفر الرازي هذا الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير يقال له أبو جعفر المؤذن ، وقد روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث». ولم أجد في جامع الترمذي قوله «الرازي» في الموضعين اللذين ذكر أبا جعفر فيهما ، فقد قال في الأول : «هذا حديث حسن ... وأبو جعفر الذي روى عن أبي هريرة يقال له : أبو جعفر المؤذن ، ولا نعرف اسمه ، وقد روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث» (الترمذي ، عقيب حديث رقم ١٩٠٥) ، وقال في موضع آخر : «هذا حديث حسن ، وأبو جعفر هذا الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير يقال له أبو جعفر المؤذن ، وقد روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث ولا نعرف اسمه» (عقيب حديث رقم ٣٤٤٨ م).