وأما شيخه فهد بن حيّان فهو ضعيف أيضا ، ضعّفه أبو حاتم الرازي ، وقال أبو زرعة : منكر الحديث ، وقال ابن المديني : تركوا حديثه ، وقال ابن حبان : لا يحتج به (١).
ومع ذلك فإن الكديمي وفهد بن حيّان هما واسطة للوصول بالحديث إلى مالك بن أنس ، وحديث مالك هذا في الموطأ بإسناده ومتنه ، وتوصّل إليه الإمام البخاري عن طريق شيخيه : الضحاك بن مخلد النبيل (٢) ، وأبي نعيم الفضل بن دكين (٣) ، كلاهما عن مالك ، به. وقد رواه أصحاب مالك الثقات عنه ممن حملوا عنه «الموطأ» سوى يحيى بن يحيى الليثي فقد سقط عنده (٤) ، كما رواه من أصحاب مالك ممن لم يحمل عنه «الموطأ» ، وإليك عددا ممن رواه عن مالك مرتبين على حروف المعجم من أصحاب الموطآت وغيرهم :
أبو مصعب الزهري في روايته للموطأ (٢٢١٦) ومن طريقه ابن حبان (٤٣٨٧) و (٤٣٨٩) ، والبغوي (٢٤٤٠).
وخالد بن مخلد القطواني عند الدارمي (٢٣٤٣).
وخلف بن هشام عند ابن عبد البر في «التمهيد» ٦ / ٩٣ و ٩٤.
__________________
(١) ابن أبي حاتم : الجرح والتعديل ٧ / الترجمة ٥٠٢ ، وابن حبان : المجروحين ٢ / ٢١٠ ، والعقيلي : الضعفاء ٣ / ٤٦٣ ، والذهبي : ميزان الاعتدال ٣ / ٣٦٦.
(٢) صحيح البخاري ٨ / ١٧٧ حديث رقم (٦٧٠٠).
(٣) نفسه ٨ / ١٧٧ حديث رقم (٦٦٩٦).
(٤) مع أنه موجود في طبعة الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي لرواية يحيى بن يحيى الليثي وفي «تنوير الحوالك» و «شرح الزرقاني» ، والظاهر أنه أضيف إليها فيما بعد ، ذلك أن النسخ المعتمدة من رواية يحيى خالية منه ، فضلا عن تصريح ابن عبد البر بذلك ، وهو الخبير العليم برواية يحيى ، حين قال في التمهيد (٦ / ٨٩): «طلحة بن عبد الملك الأيلي ، روى عن مالك حديثا واحدا مسندا صحيحا ، وليس عند يحيى عن مالك ... وما أظنه سقط عن أحد من الرواة إلا عن يحيى بن يحيى ، فإني رأيته لأكثرهم».