يَكْتُبُونَ ) (١) ، وقال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) (٢) .
وبيّنت الآيات القرآنية أن صحائف الأعمال تعرض على الناس يوم يجيئون للحساب ، فيقال لهم : ( الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٣) فينتاب المجرمون الدهشة والخوف والرهبة ممّا في تلك الصحائف من الأمانة والدقة ، قال تعالى : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) (٤) .
ولا يخفى أن في هذه الآيات ما يتعدّىٰ الدلالة علىٰ الرصد والتسجيل ، إلى الدلالة على يوم الجزاء ، الذي يعرض فيه على كل امرئ ما كان قد تم رصده وتسجيله عليه في حياته الدنيا ، والذي استوعب كل صغيرة وكبيرة .
٧ ـ تبنّت الكثير من الآيات القرآنية الردّ على شبهات منكري المعاد ، مؤكدة أنهم لا يمتلكون أدنى برهان أو دليل على إنكارهم ، وليس لديهم
__________________________
١) سورة الزخرف : ٤٣ / ٨٠ .
٢) سورة ق : ٥٠ / ١٦ ـ ١٨ ، وراجع أيضاً سورة يونس : ١٠ / ٢١ ، والإسراء ١٧ / ١٤ ، والقمر ٥٤ / ٥٢ و ٥٣ والانفطار : ٨٢ / ١٠ ـ ١٢ .
٣) سورة الجاثية : ٤٥ / ٢٨ ـ ٢٩ .
٤) سورة الكهف : ١٨ / ٤٩ .