فالاعتقاد بالمعاد
إذن أداة قويمة وفعّالة لتقويم السلوك الفردي ، وتنعكس آثاره على الصعيد الاجتماعي أيضاً ، ذلك لأنه يلزم المرء المسلم التمسّك بكتاب الله تعالى وسنّة رسوله المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم وعدله ، حيث تنتظم اُمور الناس ، ويحفظ لكلّ ذي حقّ حقّه ، كما أنه يخلق في نفس الإنسان موجة قوية من الاحساس بالمسؤولية إزاء كلّ عمل من أعماله ، ويذكي في روحه نزاهة تصدّه عن العدوان على حقوق الآخرين ، وورعاً يجرّده عن الظلم والتجاوز عليهم ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « بئس الزاد إلى
المعاد العدوانُ على العباد »
.
وقال عليهالسلام : « لا يؤمن بالمعاد من لا يتحرّج عن ظلم العباد » .
وقال عليهالسلام : « والله لأن أبيت على حسك السعدان مُسهّداً ، أو أُجرّ في الأغلال مُصفّداً ، أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد ، وغاصباً لشيء من الحُطام ، وكيف أظلم أحداً لنفسٍ يسرع إلى البلى قفولها ، ويطول في الثرى حلولها ؟ ! » .
والإسلام يؤكّد أن
خير ما يحمله المرء إلى آخرته هو التقوى ، وذلك يحول دون اتساع أمواج الفساد والخيانة ، ويسهم في إرساء اُسس الصلاح والاستقرار الاجتماعي .
وكان أئمة المسلمين
يحثّون الناس بهذا الاتجاه ، قال أبو جعفر الباقر عليهالسلام : « كان أمير المؤمنين عليهالسلام بالكوفة ، إذا صلى
بالناس العشاء
__________________________