أَحَدًا ) (١) ويشمل الوحوش والدوابّ والطيور ، لقوله تعالى : ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) (٢) وقوله : ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) (٣) .
والحشر من المنازل التي تذهل العقول وتروّع القلوب حتى تبلغ الحناجر ، حيث يُساق الخَلْق إلى أرض المحشر في يوم الفزع الأكبر ، كما خلقهم ربهم أول مرّة ، حفاةً عُراةً غُرلاً ، قد ألجمهم العرق من ضيق المكان .
يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : « وذلك يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين ، لنقاش الحساب وجزاء الأعمال ، خضوعاً ، قياماً ، قد ألجمهم العرق ، ورجفت بهم الأرض ، فأحسنهم حالاً من وجد لقدميه موضعاً ولنفسه متّسعاً » (٤) .
وعن الإمام الصادق عليهالسلام : « مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لربّ العالمين ، مثل السهم في القرب ، ليس له من الأرض إلّا موضع قدمه ، كالسهم في الكنانة ، لا يقدر أن يزول هاهنا ولا هاهنا » (٥) .
ويعرض الناس على ربهم صفاً لفصل القضاء ، لا تفاضل بينهم في نسب أو مال أو جاه أو مقام ، بارزين لا تخفى منهم خافية ( يَوْمَئِذٍ
__________________________
١) سورة الكهف : ١٨ / ٤٧ .
٢) سورة التكوير : ٨١ / ٥ .
٣) سورة الأنعام : ٦ / ٣٨ .
٤) نهج البلاغة / صبحي الصالح : ١٤٧ / الخطبة ( ١٠٢ ) .
٥) الكافي / الكليني ٨ : ١٤٣ / ١١٠ .