مفارقه أخوه لعمر (١) أبيك إلّا الفرقدان
ف : (إلا) الفرقدان صفة لكل أخ ، لا استئناء منه ، وإلا وجب أن يقال : إلا الفرقدين بالنصب ، وحمل المصنف ذلك على الشذوذ وقال :
في البيت شذوذان آخران ، أحدهما : وصف (كل) دون المضاف إليه والمشهور وصف المضاف إليه (٢) ؛ إذ هو المقصود ، و (كل) لإفادة الشمول فقط.
وثانيهما : الفصل بالخبر بين الصفة والموصوف وهو قليل.
(إعراب سوى وسواء النصب على الظرفية) (٣) أي : بناء على (٤) ظرفيتهما ؛
__________________
ـ فاعل مفارقة ، والثاني أن يكون كل مبتدأ أول ومفارقة مبتدأ ثان إخوة خبر الثاني والجملة خبر الأول ، والثالث: أن يكون كل مبتدأ وإخوة مبتدأ ثان ومفارقة خبره المقدم والجملة خبر المبتدأ الأول ، والرابع أن يكون كل مبتدأ والخامس : أن يكون مفارقة بدلا عن كل وإخوة مبتدأ كل أخ مفرقة خبر مقدم (شرح اللباب).
(١) والعمر بمعنى البقاء والمستعمل في القسم الفتح وهو مبتدأ محذوف الخبر أي : قسمي والفرقدان كوكبان من بنيات النعش الصغرى قريبا من القطب يطلعان دائما في أكثر الآفاق الشمالية لا أن يطلع أحدهما أو يغرب الآخر حتى يفارق أحدهما الآخر (وجيه الدين).
ـ مبتدأ خبره محذوف وجوبا أي : بقاء ابنيك وذاته ما أقسم به أن الأمر في الواقع كذلك (....).
ـ والقطب كوكب بين الجدي والفرقدين يدور عليه الفلك قال الأزهري وهو صغير أبيض لا يبرح مكانه أبدا وقطب القوم سيدهم الذي يدور عليه أمرهم وصاحب الجيش قطب رحى الحرب والجمع أقطاب (أختري).
ـ والمراد من الاستشهاد جعل الفرقدان صفة لكل أخ يعني الفرقدان كوكبان متصاحبان أبدا لا يفارقهما وكل أخ يفارق أحدهما من الآخر إما بالموت أو المسافرة (مكمل).
(٢) كقوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ)[الأنبياء : ٣٠] ؛ لأن الحي بالجر صفة شيء.
(٣) وأشار الشارح بقوله : (أي : بناء على ظرفيتهما) إلى أن من قول المصنف على الظرفية مسامحة.
(٤) قال الشيخ الرضي ما حاصله أن سوى في الأصل صفة ظرف مكان وهو مكانا قال الله تعالى : (مَكاناً سُوىً)[طه : ٥٨] أي : مستويا ثم حذف الموصوف وأقيم الوصف مقامه مع قطع النظر عن معنى الاستواء فصار بمعنى مكانا فقط ثم استعمل استعمال لفظ مكان في إفادة معنى البدل تقول : أنت لي مكان عمرو أي : بدله ؛ لأن البدل كائن مكان البدل منه ثم استعمل بمعنى البدل في الاستثناء لأنك إذا قلت : جاءني القوم بدل زيد أفاد أن زيدا لم يأتك ثم جرد عن ـ