ولم ذكر (١) في تفصيل المعرب المنصرف وغير المنصرف وكان غير المنصرف على قياس الأعراب التقديري واللفظي عرّف غير المنصرف واكتفى بتعريفه ، فقال :
(الممنوع في الصرف)
(غير المنصرف (٢) ما) أي : اسم (٣) معرب (فيه علّتان) تؤثّران (٤) باجتماعهما واستجماع شرائطهما فيه أثرا سيجيء ذكره. (من) علل (تسع أو) علّة (واحدة منها) أي : من تلك التسع (تقوم) هذه العلة الواحدة (مقامهما) أي : مقام هاتين العلتين بأن تؤثر وحدها تأثيرهما. (وهي) أي : العلل التسع مجموع ما في هذين البيتين (٥) ومن الأمور
__________________
ـ من الأسماء المعربة ، ولم يذكر للإعراب اللفظي ضابطة ؛ لتعسر ضبطه ، لكثره معروضه. (عوض أفندي).
(١) قوله : (ولما ذكر ... إلخ) يريد ارتباط بحث غير المنصرف بما قبله ، ونكتة ذكر غير المنصرف وترك المنصرف بأن التفصيل الذي سبق للمعرب في بيان مواضع الإعراب بالحركات ، والإعراب بالحروف بقوله : (فالمفرد المنصرف ... إلخ) يحتاج إلى بيان المنصرف وغير المنصرف. (عصمت).
(٢) قوله : (غير المنصرف) مأخوذ من الصرف ، إما بمعنى التحويل والتغيير فما كان التحويل والتغيير فيه عن حالته الأصلية أكثر بسبب دخول الحركات الثلاث والتنوين يسمى منصرفا وما ليس بهذه المثابة كأنه لم ينصرف بالنسبة إلى القسم الأول يسمى غير منصرف ، وإما بمعنى الزيادة فسمي المشتمل على زيادة الإعراب والتنوين منصرفا. (عصمت).
(٣) اختار تفسير كلمة ما بالنكرة وهو أحد احتماليه ؛ لأنه أقرب بامتزاج الشرح بالمتن ، ولم يشر إلى الاحتمال الآخر ؛ لوضوح أمره واشتهاره. (عصمت).
(٤) قوله : (تؤثران) أراد دفع إيراد هو أن المراد علتان لمنع الصرف ، فيلزم أخذ منع الصرف ، في تعريف غير المنصرف وهو فاسد ؛ لأن من لم يعرف غير المنصرف لم يعرف منع الصرف ، ومن عرف عرف ، فأشار الشارح إلى أن المراد بالعلتين ما يؤثران تأثيرا ما ، فيلزم ملاحظة منع الصرف قوله : (صفة مخصصة مما هو المطلوب) ولعل فائدة الوصف بكونهما علتين الإشارة إلى كونهما علتين لمنع الصرف فليتدبر ، ويمكن أن يكون المراد بما فيه شيئان مسميان بعلتي منع الصرف ، أي : بهذا اللفظ ، ومعرفة هذا اللفظ كذا ما يطلق عليه هذا اللفظ لا يحتاج إلى المعرفة غير المنصرف فلا يرد. (عيسى الصفوي).
(٥) وذلك باعتبار تقدم العطف على الحكم ، كقولك : البيت سقف وجدران ، قال قدسسره في الحاشية : أوله موانع الصرف تسع كلمات اجتمعت ثنتان منها فما للصرف تصويب ، انتهى هذا وهذه الأبيات لأبي سعيد الأنباري النحوي ، وإنما لم يذكر أولها حتى يكون له غنى ـ