و (يا أمّتا) (بالالف) بعد التاء جمعا بين العوضين (١) (دون الياء) فما قالوا : (يا أبتي) و (يا أمّتي) احترازا عن الجمع بين العوض والمعوض عنه فإنه غير جائز.
(و) قالوا : (يا ابن أمّ) و (يا ابن عمّ خاصة) (٢) هذا الاختصاص بالنظر إلى الأم والغمّ ، أي : لا يقال : (يا ابن أخ ويا ابن خال) لا بالنظر إلى الابن أيضا.
فانهم يقولون : (يا بنت أمّ) و (يا بنت عمّ) على الوجوه الأربعة (مثل (٣) باب ، يا غلامي) فقالوا : (يا ابن أمّي) و (يا ابن عمّي) ـ بفتح الياء ويكونها ـ و (يا ابن عما) بابدال الياء ألفا.
(وقالوا) بزيادة وجه آخر شذ في المضاف إلى ياء المتكلم (٤) (يا ابن ام ويا ابن عم) بحذف الألف والاكتفاء بالفتحة لكثرة الاستعمال ، وطول اللغظ ، وثقل التضعيف.
ولما كان من خصائص النداء الترخيم شرع في بيانه فقال : (و)
(الترخيم)
(ترخيم (٥) المنادى)
(جائز) (٦) ...
__________________
(١) ويجوز تعويض حرفين عن حرف إذا كانا أخفا منه لكونهما امتزجا كأنهما كلمة واحدة (كثير ولباب).
(٢) لاستعمالهما غالبا بكسر الميم مع حذف الياء لكثرة الاستعمال (خوافي).
(٣) مثل منصوب مفعول مطلق لقالوا بتقدير الموصوف أي : قولا مثل وقيل مثل مرفوع خبر مبتدأ محذوف أي : هو وقيل قوله : (يا ابن أم ويا ابن عم) مبتدأ خبره مثل والجملة استيناف أو اعتراض (ع م).
(٤) إشارة إلى ما سبق بقوله : (وقد جاء شاذا) في المنادى يا غلام بالفتح.
(٥) أي : الترخيم في سعة الكلام والترخيم من رخم الكلام من باب كرم أو نصر بمعنى سهل فهو رخيم والجارية إذا صارت سهلة النطق يقال رخيمة ومنه الترخيم في الأسماء ؛ لأنه سهل النطق بها (عصمت).
ـ الترخيم في اللغة اسم الصوت الرقيق رخم صوته إذا رفعت صوت رخيم أي : ضعيف وعن الأصمعي قال الخليل (منه رحمهالله) ما اسم الصوت الضعيف قلت : الترخيم.
(٦) أعلم أن المصنف لما أراد تخصيص البيان بالترخيم في حال السعة نبه عليه بهذا القول أولا فالجواز يوجد في الضرورة أيضا وذلك لكثرة النداء في كلامهم ولأن النداء أنما يكون لأمر مهم فهو يؤذن بالترخيم أن ذلك الأمر مما لا يقبل التوقف حيثما يتم الكلمة (عافية شرح الكافية).