أي : اترك امرأ ونفسه (١)(انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) [النساء : ١٧١] أي : انتهوا (٢) عن التثليث
واقصدوا خيرا لكم ، وهو التوحيد (وأهلا (٣) وسهلا) أي : أتيت أهلا ، أي : مكانا مأهولا معمورا ، لا خرابا ، أو أهلا لا أجانب، ووطئت سهلا من البلاد، لاحزنا(٤).
(و) الموضع (الثاني) من تلك المواضع الأربعة :
(المنادى)
(المنادى) (٥) :
(وهو المطلوب (٦) إقباله) (٧) أي : توجهه اليك بوجهه أو بقلبه ، كما إذا ناديت
__________________
(١) أي : اتركه مع نفسه ، يقال ذلك لرجل ينصح شخصا لا يؤثر فيه نصحه ، يعني : اتركه يصنع ما شاء ، فإن نصحك لا يليق به. (شرح).
(٢) وقيل هو صفة مصدر محذوف أي : انتهائي : خيرا لكم ، وقيل : خبر يكن المحذوف أي : انتهوا يكن الانتهاء خيرا لكم ، وفيهما نظر ؛ لعدم اطراد الأول في نحو : انته قاصدا ، وكون حذف كان بلا حرف الشرط شاذ فيه.
(٣) قال المبرد : المنصوبات هنا على المصدرية ، وقال أبو حيان : إنما يكون أهلا وسهلا من المفعول به ، إذا استعملا خبرا وإن استعملا دعاء فمن المصدر. (زيني زاده).
(٤) الحزن بالحاء المهملة المفتوحة وسكون الزاء ما غلط من الأرض والسهل نقيض الصلب بمعنى الجبل (حواشي هندي).
(٥) النداء في القرآن على سبعة مراتب نداء المدح كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُ)[الأنفال : ٦٤] و (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ)[المؤمنون : ٥١] ، ونداء الذم مثل قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا)[التحريم : ٧] ، ونداء التنبيه كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ)[الأنفطار : ٦] ، ونداء الإضافة كقوله تعالى : (يا عِبادِيَ)[العنكبوت : ٥٦] ، ونداء النسبة نحو : (يا بَنِي آدَمَ)[الأعراف : ٢٦] و (يا بَنِي إِسْرائِيلَ)[البقرة : ٤٠] ، ونداء الاسم كقوله تعالى : (يا إِبْراهِيمُ)[هود : ٧٦] و (يا داوُدُ)[ص : ٢٦] ، ونداء التعين كقوله تعالى (يا أَهْلَ الْكِتابِ)[آل عمران : ٦٤] (تفسير).
(٦) هذا كالجنس يشمل المنادى وغيره نحو قولك : أطلب إقبالك على أن يكون الفعل إنشاء ، فلما قال بحرف خرج عند أمثال هذا ؛ لأن الإقبال فيه ليس بمطلوب بالحرف بل الفعل (عافية شرح الكافية).
(٧) وخرج به ما ليس بمطلوب الإقبال ، ونحو (يا الله) لا يصدق عليه كونه مطلوب الإقبال اللهم إلا إن يحتمل على التحيل (كأنياب المنية) ، وفيه أنه يستلزم تشبيه الله تعالى بما يكون مطلوب الإقبال ، أو يكون المراد المطلوب إقباله ولو حكما فيصدق عليه ؛ لأنه سؤال الإجابة (هندي).
أي : إقبال مدلوله بحذف المضاف إليه أو من قبيل وصف الدال بصفة المدلول (جلبي).