متعددا ، ليوافق حالها أداة الاستثناء ؛ إذ لا بد لها في الاستثناء من مستثنى منه متعدد (١) فلا تقول في الصفة :
(جاءني رجل إلا زيد) ، والمتعدد أعم من أن يكون جمعا لفظا كرجل ، أو تقديرا ، ك : (قوم ورهط) (٢) ، وأن يكون مثنى ، فدخل فيه نحو : (ما جاءني رجلان إلا زيد) (٣) (منكور) (٤) أي : منكر لا يعرف (٥) باللام ، حيث يراد به العهد أو الاستغراق ، فبعلم التناول قطعا على تقدير الاستغراق ، وعلى تقدير أن يشار به إلى جماعة يكون (زيد) منهم فلا يتعذر الاستثناء المتصل ، أو عدم التناول قطعا على تقدير أن يشار به إلى جماعة لم يكن (زيد) منهم فلا يتعذر المنقطع.
(غير محصور) (٦) والمحصور : نوعان ، إما الجنس المستغرق ، نحو : (ما جاءني رجل(٧) أو رجال وأما بعض منه معلوم العدد ، نحو : (له عليّ عشرة (٨) دراهم أو
__________________
(١) أي : موصوف غير يكون مذكورا غالبا وقد يكون (م).
ـ بخلاف الصفة فإنه لا يشترط فيه التعدد بل التوافق فلا ينتقض نحو قولنا : جاءني رجل إلا زيد بالرفع فإنه يصح ويتعذر الاستثناء مع كونه تابعا لمفرد (وجيه الدين).
(٢) يقال : رهط الرجل قومه وقبيلته وما دون العشرة من الرجال لا يكون فيهم امرأة والفرق بين الرهط والنفر أنه من الثلاثة أو السبعة إلى العشرة والنفر من الثلاثة إلى التسعة (فاضل أمير).
(٣) قال الشيخ الرضي لا يجوز هاهنا الاستثناء المتصل ؛ لأن المحكوم عليه اثنان من هذا الجنس وليس زيد اثنين منه (عب) فيضطر في حمل إلا على الاستثناء فيصار إلى حملها غير (س خ).
(٤) إنما قال منكور ؛ لأنها لو كانت تابعة لجمع معرف لم يتعذر الاستثناء نحو : جاءني الرجال إلا زيد إلا أنه حينئذ للاستغراق والعموم (حواشي هندي).
(٥) قوله : (لا يعرف باللام) هذا بطريق التمثيل وإلا فالاحتراز به من مطلق الجموع المعرف سواء كانت مضافة نحو : جاءني إخوة زيد إلا عمرا واسم إشارة نحو : جاءني هؤلاء إلا زيدا واسما موصولة نحو : جاءني الذين لقيتهم إلا زيدا فإن المستثنى في المستثنى منه الجماعة المعهودة إذا كان داخلا فالاستثناء متصل وإلا فمنقطع فلا يتعذر الاستثناء (وجيه الدين).
(٦) صفة بعد صفة لجمع أو حال من ضمير منكور أو مفعول لأعني المقدر أي : غير معلوم دخوله وعدم دخوله واحترز به عن العدد نحو لفلان علي مائة إلا واحدا (هندي).
(٧) والرجل جمع منكور محصور ؛ لأنها وقعت في سياق على جميع أفراد الشيء له الرجلية بلا نقصان وكذا رجال فيكون محصورا (لمحرره).
(٨) وعشرة جمع منكور محصور ؛ لأنها لا يطلق على ما فوقها وعلى ما دونها وقس عليه عشرون (م).