(وغير) (١) أي : كلمة (غير) في الأصل (صفة) لدلالتها على ذات ، مبهمة ، باعتبار قيام معنى المغايرة بها (٢) ، فالأصل فيها أن تقع صفة ، كما تقول : (جاءني رجل غير زيد) واستعمالها على هذا الوجه كثير في كلام العرب لكنها (حملت (٣) على إلا) واستعملت مثلها (في الاستثناء) على خلاف الأصل وذلك لاشتراك (٤) كل منهما في مغايرة ما بعده لما قبله (٥) (كما حملت (إلا) عليها) أي : على كلمة (غير) في (الصفة)(٦) لكن لا تحمل (إلا) عليها الصفة غالبا إلا (إذا كانت) أي : (إلا) تابعة لجمع) (٧) أي : واقعة (٨) بعد متعدد ، فوجب أن يكون موصوفها مذكورا لا مقدرا ، كما(٩) قد يكون مقدرا في (غير) مثل : (جاءني غير زيد) وبعد ما كان مذكورا يكون
__________________
(١) مبتدأ مرفوع بغير تنوين لكونه غير منصرف بتأويله بالكلمة ووجود العلمية لكونه علما للفظه ويجوز كونه مرفوعا بالتنوين على الصرف بتأويله باللفظ (م ع).
(٢) أي : لكون الغير بمعنى المغايرة بمعنى مغايرة مجرورها الموصوف إما بالذات نحو : مررت برجل غير زيد وإما بغيره نحو : دخلت بوجه غير الوجه الذي خرجت به (توقادي).
(٣) والجملة خبر بعد الخبر للمبتدأ ويحتمل كونها صفة الصفة واستئناف كأنه قيل : ما قالها وأجيب بأنها حملت (م ع).
ـ قوله : (حملت على إلا اه) كما حملت إلا عليها في الصفة ومعنى حمل غير على إلا في الاستثناء أنه صار ما بعد غير مغاير لما قبلها نفيا وإثباتا ولا يعتبر مغايرته ذاتا وصفة كما كانت في الأصل وحمل إلا عليها في الصفة أنه صار ما بعد إلا مغايرا لما قبلها ذاتا وصفة كما بعد غير ولا يعتبر مغايرته له نفيا وإثباتا كما كانت في أصلها (وجيه الدين).
(٤) قوله : (لاشتراك كل منهما اه) يعني أنه استعير غير بمعنى إلا لاشتراك كل منهما في معنى المغايرة فإن غيرا يدل على مغايرة مجرورها لموصوفها ذاتا وصفة وإلا تدل على مغايرة ما بعدها لما قبلها في الحكم فجاز استعمال كل منهما في معنى الآخر بعلاقة المشابهة (عب).
(٥) يعني : لأن ما بعد إلا مغاير لما قبله وما بعد غير أيضا مغاير لما قبله فاشتركا في هذا الحكم فاستعير كل واحد منهما مكان الآخر (م).
(٦) متعلق ومفعوله فيه لحملت أو ظرف مستقر حال أو صفة لقوله : (إلا أو تمييز (هندي).
(٧) ولو كانت تابعة لمفرد منفي لم يتعدد الاستثناء ؛ لأن النكرة في موضع النفي للعموم نحو : ما جاءني من أحد إلا زيد (رضى).
(٨) أراد بهذا التفسير أن المراد بالجمع المتعدد سواء كان جمعا كالرجال أو لا كالقوم والرهط (وجيه الدين).
(٩) يعني يوافق استعمالها في الصفة استعمالها في الاستثناء (م).
ـ قوله : (مذكورا) إنما اشترط ذلك ليكون أظهر في كونها صفة (لاري).