الضابطتين (١) ، لاشتراكهما في الوقوع بعد اسم لا يكون خبرا عنه (نحو : ما أنت (٢) إلا سيرا) أي : تسيرا سيرا ، (وما أنت إلا سير البريد) (٣) أي : تسير سير البريد (٤).
هذان مثالان لما وقع مثبتا بعد نفي ، وإنما أورد مثالين تنبيها على أن الاسم الواقع موقع الخبر ينقسم إلى النكرة والمعرفة ، أو إلى ما هو فعل للمبتدأ ، وإلى ما يشبه به فعله(٥)،أو إلى مفرد ومضاف.
(وإنما أنت سيرا) أي : تسير سيرا ، مثال لما وقع بعد معنى النفي (وزيد سيرا سيرا(٦) أي : يسير سيرا ، مثال لما وقع مكررا.
(ومنها) أي : من المواضع التي يجب حذف الفعل الناصب للمفعول المطلق فيها (ما وقع) أي : موضع مفعول مطلق وقع (تفصيلا لأثر مضمون جملة متقدمة) والمراد (٧)
__________________
(١) يعني : لم لم يقل : ومنها ما وقع مكررا (ص).
ـ قوله : (وإنما جمع بين الضابطتين) جواب سؤال مقدر تقديره أن الضابط الأولى وضابطه وقوع المصدر مكررا كل منها على حاله ، فلم لم يقررهما كما في سائر الضابط ، وتقرير الجواب أنه جمع بينهما لأجل المناسبة بينهما في الوقوع ، بعد اسم لا يكون خبرا عنه. (وجيه الدين).
(٢) لأن أنت اسم ذات ، وسيرا اسم معنى ، واسم معنى لا يكون خبرا عن اسم الذات ، بخلاف ما سرى إلا سير شديد ؛ لأن كليهما اسم معنى. (حلبي). ما أنت إلا سير ما بمعنى ليس ، ملغاة عن العمل ؛ لانتقاض نفيه بتوسط إلا ، وأنت مبتدأ وإلا حرف استثناء وسيرا منصوب لفظا ... إلخ مستثنى مفرغ مفعول مطلق لتسر المقدر ، قائم مقام الخبر. (موشح).
(٣) البريد اسم لبغل يحفظ في الخانات المبنية في الطرق ليركبه من يبعثه السلطان لمصلحة ، وهو كلمة وهو كلمة فارسية بريدوم ؛ وذلكلأن الملوك الماضية كانوا يبنون في الطرق ويقفون فيها البغال ؛ ليركبها الرسل المبعوثون للحاجات ، ويقطعون أذناب تلك البغال علامة لذلك ، فتكون موقوفة فيها لأجل الحاجات ، ثم سمي به الرسول المحمول عليها ، ثم سميت به المسافة التي يقطعها الرسول وهي اثني عشر ميلا. (شيخ زاده).
(٤) يعني : ما أنت إلا تسير سيرا مثل سير البريد ، فإذا كان النفي كذلك مفعولا مطلقا مجازيا.(مكمل).
(٥) لأن السير في المثال الثاني فعل البريد ، وليس بفعل المخاطب الذي هو السير المقدر يشبه فعل البريد.(حاشية).
(٦) وإنما وجب الحذف هنا ؛ لأن المبتدأ يقوم مقام الفاعل ، والتكرار مقام الفعل. (نجم الدين).
(٧) قوله : (والمراد بمضمون الجملة مصدرها ... إلخ) فإن قلت : هذا إنما يصح في الجملة ـ