الضعيفة ، فعلى هذا يجوز أن يقال : كوكب انقض الساعة ، لحصول الفائدة (١) ولا يجوز أن يقال : رجل قائم ، لعدمها ، وهذا القول أقرب (٢) إلى الصواب ، ولما كان الخبر المعرف ـ فيما سبق ـ مختصا بالمفرد ، لكونه قسما من الاسم ، فلم تكن الجملة داخلة فيه ، أراد أن يشير إلى أن خبر المبتدأ قد يقع جملة أيضا ، فقال (الخبر قد يكون (٣) جملة) (٤) اسمية (مثل: زيد أبوه قائم) (و) فعليه مثل : (زيد قام أبوه) ولم يذكر الظرفية ؛ لأنها راجعة إلى الفعلية.
وإذا كان الخبر جملة ، والجملة مستقلة بنفسها ، لا تقتضى الارتباط بغيرها (فلابدّ)(٥)في الجملة الواقعة خبرا عن المبتدأ (٦) (من عائد) يربطها به (وذلك) العائد : إمّا
__________________
(١) بخلاف كوكب أنقض فإنه لا يجوز ؛ لعدم الفائدة ؛ لأن انقضاض كوكب من غير ذكر الساعة معلوم قبل أن يقول. (ع).
(٢) قوله : (وهذا القول أقرب ... الخ) لظهور وجهه وورد الاستعمال عليه كقوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ)[القيامة : ٢١] و (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)[ق : ٣٠] ، وقوله : عليهالسلام «فيوم لنا ويوم علينا» أخرجه أحمد في مسنده (٤٤٠٠) إلى غير ذلك مما لا يعد ، وإرجاعها إلى المخصصات المذكورة تكلف. (لارى).
ـ والحق في هذا المقام ما ذكره ابن البرهان وهو أن جواز تنكير المبتدأ مبني على حصول الفائدة ، فإذا حصلت الفائدة فأخبر عن أي نكرة شئت ، نحو : رجل على الباب ، وغلام على السطح ، وكوكب انقض الساعة. (مطول).
(٣) إشارة إلى أن الأصل في الخبر الإفراد ؛ لكونه أحد طرفي الكلام ، وهذا مثال يصلح لوقوع الخبر جملة. (كاملة).
(٤) والجملة لا يكون لها محل من الإعراب إلا وهي واقعة مع المفرد ، فيكون حكمها كحمكه ، والجملة التي لها محل من الإعراب سبعة : أحدها : الجملة الواقعة خبرا ، والثاني : حالا ، والثالث : مفعولا ، والرابع : مضاف إليه، والخامس : جواب شرط جازم ، والسادس : تابعا لمفرد ، والسابع : تابعا لجملة لها من الإعراب. (مفاتيح التحقيق).
(٥) الفاء جواب لشرط المحذوف ، أي : إذا صح وقوع الجملة خبرا فلا بد ، أو عطف على قوله : (قد يكون جملة) أي : الخبر قد يكون جملة فيحتاج إلى عائد للربط. (هندي).
ـ لا لنفي الجنس ، وبد اسمه ، وخبره محذوف وهو لها أي : للجملة ، ومن عائد حال من الضمير المستتر في الظرف أعني لها ، ومعنى لا بد لا تفريق من التبديد وهو التفريق. (جاربردي حاشية كشاف).
(٦) ولقائل أن يقول : هذا منقوض بقوله : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ)[البقرة : ٦] فسواء مبتدأ والجملة التي بعده خبره ، ليس فيها ضمير يعود إلى المبتدأ ، وجوابه أن سواء خبر ـ