النوع الخامس والأربعون
في أقسام معنى الكلام
زعم قوم أن معاني القرآن لا تنحصر ، ولم يتعرضوا لحصرها ، وحكاية ابن السيّد (١) عن أكثر البصريين في زمانه. (وقيل) : قسمان : خبر ، وغير خبر. (وقيل) : عشرة : نداء ، ومسألة ، وأمر ، وتشفّع ، وتعجّب ، وقسم ، وشرط ، ووضع ، وشك ، واستفهام. (وقيل) : تسعة ، وأسقطوا الاستفهام لدخوله في المسألة. (وقيل) : ثمانية [١٢٧ / أ] وأسقطوا التشفع لدخوله في المسألة.
(وقيل) : سبعة ، وأسقطوا الشك لأنه في قسم الخبر.
وكان أبو الحسن الأخفش (٢) يرى أنها ستة أيضا ، وهي عنده : الخبر والاستخبار ، والأمر ، والنهي ، والنداء ، والتمني. (وقيل) : خمسة : الخبر ، والأمر ، والتصريح ، والطلب ، والنداء ، وقيل غير ذلك.
الأول : الخبر
والقصد به إفادة المخاطب وقد يشرب (٣) مع ذلك معاني أخر :
منها التعجب ، قال ابن فارس (٤) : «وهو تفضيل الشيء على أضرابه» وقال ابن الضائع (٥) : «استعظام صفة خرج بها المتعجّب منه عن نظائره ، نحو : ما أحسن زيدا! وأحسن
__________________
(١) هو عبد الله بن محمد البطليوسي تقدم ذكره في ١ / ٣٤٣.
(٢) هو سعيد بن مسعدة ، أبو الحسن الأخفش الأوسط ١ / ١٣٤ ، ولم نعثر على قوله في كتابه «معاني القرآن» بسبب السقط من المخطوطة الواقع في أول الكتاب. وانظر قوله في «أمالي ابن الشجري» ١ / ٢٥٤ المجلس (٣٣).
(٣) في المخطوطة (نشرت).
(٤) هو أحمد بن فارس بن زكريا أبو الحسين ، تقدمت ترجمته في ١ / ١٩١ ، انظر قوله في الصاحبي في فقه اللغة ص ١٥٨.
(٥) هو علي بن محمد بن علي بن يوسف الكتامي ، تقدمت ترجمته في ٢ / ٣٦٤.