النوع الثالث والثلاثون
في معرفة جدله (١)
وقد أفرده من المتأخرين بالتصنيف ، العلامة نجم الدين الطوفي (٢) رضياللهعنه (٣).
اعلم أن القرآن العظيم قد اشتمل على جميع أنواع البراهين والأدلة ؛ وما من برهان ودلالة وتقسيم وتحديد ينبني (٤) من كليات المعلومات العقلية والسمعية إلا وكتاب الله تعالى قد نطق به ، لكن أورده تعالى على عادة العرب دون دقائق طرق أحكام المتكلمين لأمرين : (أحدهما) بسبب ما قاله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ...) الآية. (إبراهيم : ٤).
والثاني أن المائل إلى دقيق المحاجّة هو العاجز عن إقامة الحجة بالجليل من الكلام ؛
__________________
(١) للتوسع في موضوع جدل القرآن انظر : الإتقان للسيوطي ٤ / ٥٢ النوع الثامن والستون في جدل القرآن ، ومفتاح السعادة لطاش كبري زاده ٢ / ٤٩٨ علم معرفة جدل القرآن ، وأبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٤٩٥ علم معرفة جدل القرآن. ومفاهيم الجدل في القرآن لزاهر بن عواض الألمعي (طبع على مطابع الفرزدق في الرياض ١٣٩٩ ه / ١٩٧٧ م في ٤٦٦ ص).
(٢) هو سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري ، ولد سنة (٦٥٧ ه) اشتغل في الفنون وكان قوي الحافظة شديد الذكاء ، قرأ العربية على محمد بن الحسين الموصلي وله تصانيف عديدة منها «شرح مختصر التبريزي» في الفقه على مذهب الشافعي ت ٧١٦ ه (ابن حجر ، الدرر الكامنة ٢ / ١٥٤) ، وكتابه «علم الجذل في علم الجدل» يطبع في لبنان بتحقيق هاينريشس ، وينشره المعهد الألماني للأبحاث الشرقية (أخبار التراث العربي ع ٣٤ ص ٧ سنة ١٩٨٧).
(٣) ومما يستدرك من المصنفات في الجدل* «حجاج القرآن» لإسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل الأزدي ت ٢٨٢ ه ذكره (الفهرست ص ٢٥٢ ضمن المقالة السادسة من الفن الأول) * «استخراج الجدال من القرآن الكريم» لعبد الرحمن بن نجم المعروف بابن الحنبلي المتوفى سنة (٦٣٤ ه) ، وقد طبع في لبنان ؛ مؤسسة الرسالة ١٤٠٠ ه / ١٩٨٠ م بتحقيق زاهر بن عواض الألمعي.
(٤) في المطبوعة (وتحديد شيء).