على من حرّم الشيء ، والإخبار بأنه خلقه (١) لنا ، وجعله لنا ، وامتنانه علينا [به] (٢) ، وإخباره عن فعل من قبلنا له ، غير ذامّ لهم عليه ؛ فإن اقترن بإخباره مدح دلّ على رجحانه استحبابا أو وجوبا.
فصل
ويستفاد التعليل من إضافة الحكم إلى الوصف المناسب ، كقوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) (المائدة : ٣٨) ، (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا) (النور : ٢) ، فكما يفهم منه وجوب الجلد والقطع ، يفهم منه كون السرقة والزنا علّة ، وأن الوجوب كان لأجلهما ؛ مع أن اللفظ من حيث النطق لم يتعرض لذلك ؛ لكن يتبادر (٣) إلى الفهم من فحوى الكلام.
وكذلك قوله تعالى : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ) (الانفطار : ١٣) ، أي لبرّهم ، (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) (الانفطار : ١٤) ، أي لفجورهم.
وكذا كل كلام خرج مخرج الذمّ [والمدح] (٤) في حق العاصي والمطيع ، وقد يسمى هذا في علم الأصول لحن (٥) الخطاب.
فصل (٦)
وكل فعل عظّمه الله ورسوله ، أو مدحه أو مدح فاعله لأجله ، أو أحبّه ، أو أحب فاعله ، أو رضي (٧) [به ، أو رضي عن فاعله ، أو وصفه بالطيب أو البركة أو الحسن. أو نصبه سببا لمحبته ، أو لثواب عاجل أو آجل. أو نصبه سببا لذكره لعبده ، أو لشكره له ، أو لهدايته إياه ، أو لإرضائه فاعله ، أو لمغفرة ذنبه وتكفير سيئاته ، أو لقبوله ، أو لنصرة فاعله ، أو بشارة فاعله. أو وصف فاعله بالطيب. أو وصف الفعل بكونه معروفا ، أو نفى الحزن والخوف عن فاعله ، أو وعده بالأمن ، أو نصبه سببا لولايته ، أو أخبر عن دعاء الرسول بحصوله ، أو وصفه
__________________
(١) في المطبوعة : (خلق).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) في المطبوعة : (بل يتبادر).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (لحسن).
(٦) انظر الفصل الثاني من كتاب الإمام للعز بن عبد السلام ص ٨٥ ، في تقريب أنواع أدلة الأمر.
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.