[في] (١) : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) (الرعد : ٣٩) ، وحذفت في : (وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ) (الشورى : ٢٤) [٦٠ / أ] (قلت) : لأن الإثبات الأصل ؛ وإنما حذفت في الثانية لأن قبله مجزوم ، وإن لم يكن معطوفا عليه ، لأنه قد عطف عليه (وَيُحِقُ) ، وليس مقيّدا بشرط ، ولكن قد يجيء ، بصورة العطف على المجزوم ، وهذا أقرب من عطف الجوار (٢) في النحو ، والله أعلم.
وثالثها : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ) (الإسراء : ١١) حذف الواو يدلّ على أنه سهل عليه ويسارع فيه ، كما يعمل في الخير ، (٣) [وإتيان الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير] (٣).
ورابعها : (يَوْمَ يَدْعُ [الدَّاعِ]) (٣) (القمر : ٦) حذف الواو لسرعة الدعاء وسرعة الإجابة.
* الثالث : حذف الياء اكتفاء بالكسرة [قبلها] (٤) ، نحو (فَارْهَبُونِ) (البقرة : ٤٠) ، (فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء : ٢٥).
قال أبو العباس (٥) : الياء الناقصة في الخط ضربان : ضرب محذوف في الخط ثابت في التلاوة وضرب محذوف فيهما.
* (فالأول) هو باعتبار ملكوتيّ باطن ، وينقسم قسمين : ما هو ضمير المتكلم ، وما هو لام الكلمة.
* فالأول إذا كانت الياء ضمير المتكلم ، مثل : (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) (القمر : ١٦) ثبتت [الياء] (٦) الأولى ، لأنه فعل ملكوتيّ. وكذلك فما آتان الله خير ممّا آتاكم (النمل : ٣٦) حذفت الياء لاعتبار ما آتاه الله من العلم والنبوة ، فهو المؤتى الملكوتي من قبل الآخرة ، وفي ضمنه الجسماني للدنيا ، لأنه فإن ، والأول ثابت.
وكذلك : (فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) (هود : ٤٦) ، [وعلم] (٧) هذا المسئول غيب
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (الجوازم).
(٣) ساقط من المخطوطة.
(٤) ساقط من المطبوعة ، وانظر المقنع للداني ص ٣٠ باب ذكر ما حذفت منه الياء اجتزاء بكسر ما قبلها منها.
(٥) أبو العباس هو المراكشي المعروف بابن البناء تقدم ذكره في ٢ / ١٥.
(٦) ساقط من المخطوطة.
(٧) ساقط من المخطوطة.