جملة ، والاسم
مفرد لا يستلزم غيره ، فالفعل أزيد من الاسم في الوجود ، والواو أثقل حروف المد
واللّين ، والضمّة أثقل الحركات ، والمتحرّك أثقل من الساكن ، فزيدت الألف تنبيها
على ثقل الجملة ، وإذا زيدت مع الواو التي هي لام الفعل ، فمع الواو التي هي ضمير
الفاعلين أولى ، لأنّ الكلمة جملة ، مثل «قالوا» ، و «عصوا» ، إلا أن يكون الفعل
مضارعا وفيه النون علامة الرفع [٥٧ / ب] ، فتختص الواو بالنون ، التي [هي من جهة تمام الفعل ؛ إذ هي إعرابه فيصير ككلمة واحدة وسطها واو ؛ كالعيون
والسكون ، فإن دخل ناصب أو جازم مثل : (فَإِنْ] لَمْ
تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) (البقرة : ٢٤) ثبتت الألف.
وقد تسقط في مواضع
للتنبيه على اضمحلال الفعل ، نحو : (سَعَوْا فِي آياتِنا
مُعاجِزِينَ) (سبأ : ٥) فإنه
سعي في الباطل لا يصحّ له ثبوت في الوجود.
وكذلك : (جاؤُ
بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (الأعراف : ١١٦) ،
و (جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً) (الفرقان : ٤) ، (وَجاؤُ أَباهُمْ) (يوسف : ١٦) ، (وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ) (يوسف : ١٨) ، فإن هذا المجيء ليس على وجهه الصحيح.
وكذلك (فَإِنْ
فاؤُ) (البقرة : ٢٢٦) ،
وهو فيء بالقلب والاعتقاد.
وكذا (تَبَوَّؤُا
الدَّارَ وَالْإِيمانَ) (الحشر : ٩)
اختاروها سكنا ، لكن لا على الجهة المحسوسة ؛ لأنه سوّى بينهما ، وإنما اختاروها
سكنا لمرضاة الله ؛ بدليل وصفهم بالإيثار مع الخصاصة ؛ فهذا دليل زهدهم في محسوسات
الدنيا ، وكذلك (فاؤُ) لأنه رجوع
معنويّ.
وكذلك : (عَسَى
اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) (النساء : ٩٩) ،
حذفت ألفه لأن كيفية هذا الفعل لا تدرك ، إذ هو ترك المؤاخذة ؛ إنما هو أمر عقلي.
وكذلك (وَعَتَوْا
عُتُوًّا كَبِيراً) (الفرقان : ٢١) ،
هذا عتوّ على [الله] ، لذلك وصفه بالكبر فهو باطل في الوجود.
وكذلك سقطت من : (وَإِذا
كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (المطففين : ٣) ،
ولم تسقط من : (وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) (الشورى : ٣٧) ، لأن «غضبوا» جملة بعدها أخرى ، والضمير
مؤكد للفاعل في الجملة الأولى ، و (كالُوهُمْ) جملة واحدة ،
الضمير جزء منها.
__________________