مذ بان جنب الله مقعدُهم |
|
ورأوه ملء الروح والبصرِ |
هدروا كما تحمي لها أجماً |
|
أُسْدٌ دماة الناب والظفرِ |
وبناتُ آل الله ترقبَهُم |
|
بعيونها المُرقاة بالسهرِ |
يا نجمُ دونكَ عن منازلهم |
|
لا تقتربْ منها ولا تدُرِ |
لا تستمعْ لنداء والهةٍ |
|
مكلومةٍ من بطشة القدرِ |
أو تنظرنَّ إلى معذَّبةٍ |
|
حرّى تودّع مهجة العُمُرِ |
تسقي عيون البيد أدمعها |
|
لتظلَّ مورقةً من الشجرِ |
لله قد نذروا بقيّتهم |
|
وتسابقوا يُوفون بالنُذُرِ |
والموت يرقبهم على حذرٍ |
|
منهم وهم منه بلا حذرِ |
نامت عيون الكون أجمعها |
|
وعيونهم مشبوحةُ النظرِ |
لله ترمقهُ ويرمقُها |
|
كبراً وهم يعلون في كبرِ |
وأبو الفداء السبط يشحَذها |
|
بالعزم يوقظ ساكن الغِيَرِ |
حتى إذا بانَ الصباحُ لهم |
|
لم تدر هل بانوا من البشرِ |
أم هم ملائكةٌ مطهَّرةٌ |
|
يستمطرون الموت للطهرِ |
هبطوا وعادوا للسماء معاً |
|
في خير زادٍ عُدَّ للسفرِ |
|
مدين الموسوي ١ / ذو القعدة / ١٤١٦ ه |