الشهب الزاهية
أبكي الحسينَ وآلَهُ في كربلا |
|
قُتلوا على ظمأٍ دُوينَ المنهلِ |
مَاتوا وَما بلّوا حرارات الحشا |
|
إلا بطعنةِ ذابل أو منصلِ |
يا كربلا مَا أنت إلا كربةٌ |
|
ذِكرَاك أحزنني وَساقَ الكربَ لي |
مُذ أقبلَ الجيشُ اللَهام كأنَّهُ |
|
قِطَعُ الغَمامِ وجُنحُ ليلٍ أليّل |
بأبي وَبي أنصارَهُ مِنْ حَولهِ |
|
كَالشُهبِ تزهو في ظلام القسطلِ |
أفديه وهو مُخاطبٌ أنصارَهُ |
|
يَدعوهُمُ بلطيفِ ذاك المِقولِ |
يا قومُ مَنْ يُردِ السلامةَ فليجدَّ |
|
السيرَ قَبلَ الصُبح وليترَحّلِ |
فالكلُ قالَ لَهُ على الدُنيا العفا |
|
والعيشُ بعدكَ يا ربيعَ المُمحلِ |
أنفرُّ عنكَ مخافةَ الموتِ الذي |
|
لا بُدَّ منهُ لمُسرعٍ أو مُمهِلِ |
واللهِ طعمُ الموتِ دونَكَ عِندنا |
|
حُلوٌ كطعمِ السلسبيل السلسَلِ |
فجزاهُمُ خيراً وقال ألا انهضوا |
|
هَيّا سُراعاً للرحيل الأوّلِ |
فتوطّأوا الجُردَ العُتاقَ وَجرّدوا |
|
البيضَ الرقاق بسُمرِ خطٍّ ذُبَّل |
__________________
(١) هو : المرحوم الشيخ لطف الله بن يحيى بن عبد الله بن راشد بن علي بن عبد علي بن محمد الحكيم الخطي ، كان فاضلاً تقياً ورعاً ، له أياد بيضاء أوجبت محبتَهُ في القلوب ، له مَراثٍ كثيرة في أهل البيت عليهمالسلام. أدب الطف للسيد جواد شبر : ج ٧ ، ص ٢٧٩.